لذلك يمكننا القول بأن كل علوم الدنيا والآخرة موجودة في هذا القرآن، وما علم الرقميات الذي نكتشفه اليوم في كتاب الله إلا نقطة من بحر علوم القرآن ! وتأمل معي ضخامة هذا المعنى حول كتاب الله وأنه قرآن يحوي من العلوم ما يفوق الخيال : ؟وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا؟ [الرعد : ١٣/٣١].
ويبقى السؤال : هل يوجد كتاب واحد في العالم يُقرأ على سبعة أو عشرة أوجه ؟ إن تعدد قراءات القرآن هو معجزة بحدّ ذاته !
أُمُّ الكتاب
لا تقتصر معجزة السّبع المثاني على الفاتحة بل تشمل القرآن العظيم. في هذا الفصل سوف نرى الترابط المذهل لهذه السورة العظيمة مع سور وآيات القرآن، وربما يعطينا هذا النظام المُحكَم تفسيرًا ومدلولاً جديدًا لسِرّ تسمية سورة الفاتحة بـ ؟أمّ الكتاب؟.
والآن إلى علاقة عجيبة بين أعظم سورة في القرآن وهي الفاتحة، وبين سورة أقسم رسول الله أنها تعدل ثلث القرآن وهي سورة الإخلاص والمعوذتين، والارتباط المذهل لايقتصر على الآيات والسور بل الكلمات والأحرف نظمها الله تعالى وأحكمها.
آخر ثلاث سور في القرآن
لا يخفى على أحدٍ منا عَظَمَة السور الثلاث الأخيرة من القرآن. هذه السور الثلاث ترتبط مع سورة الفاتحة برباط مذهل يعتمد على الرقم سبعة، من حيث رقم السورة وعدد آياتها.
لكل سورة من هذه السور الثلاث رقم يمِّيزها حسب تسلسلها في القرآن، فرقم سورة الإخلاص ١١٢، رقم سورة الفلق ١١٣، ورقم سورة الناس ١١٤. ولكل سورة أيضًا عدد آيات محدد، فعدد آيات سورة الإخلاص ٤، وعدد آيات سورة الفلق ٥، وعدد آيات سورة الناس ٦، لاحظ التدرج :
رقم السورة ١١٢ ١١٣... ١١٤
عدد آياتها ٤ ٥ ٦
العجيب فعلاً أن هذه الأرقام عندما تجتمع على تسلسلها تشكل عددًا من مضاعفات الرقم سبعة :
سورة الإخلاص سورة الفلق... سورة الناس


الصفحة التالية
Icon