وهكذا لو سرنا عبر آيات القرآن ونصوصه لرأينا نظاماً معجزاً، طبعاً النظام الرقمي لا يسير آية آية بل يسير وفق معنى النص القرآني، وسوف نرى أن النص القرآني يمكن أن يكون آية أو مقطعاً من آية أو مجموعة آيات أو سورة. وعندما نقسم النص القرآني يجب أن يكون التقسيم تابعاً للمعنى اللغوي لكل مقطع.
وإنني على ثقة بأن الطريقة التي توزع بها هذا النظام عبر نصوص القرآن والتي لم نكتشفها بعد تكمن فيها معجزة عظيمة، إنها تنتظر من يبحث ويفني عمره ليرى عجائب هذا القرآن الذي سيكون يوماً ما هو الرفيق الوحيد الذي تجده أمامك عندما يتخلى عنك كل البشر، فانظر ماذا أعددت لذلك اليوم.
أسرار رسم القرآن
أسرار طالما بحثها العلماء وطرحوا الأسئلة حولها، فكل من يقرأ القرآن يخطر بباله سؤال : لماذا كُتبت كلمات القرآن بهذا الشكل ؟ فالقرآن هو الكتاب الوحيد في العالم الذي يتميز بطريقة فريدة لرسم كلماته، فنجد مثلاً الكلمة تكتب من دون ألف، وأحياناً تبدل الألف بالواو مثل كلمة ؟الصلاة؟ التي نجدها في القرآن هكذا ؟الصلوة؟.
إن هذه الطريقة الخاصة بكلمات القرآن تخفي وراءها معجزة رقمية. وسوف نستأنس بمثال واحد لندرك أن هذه الطريقة لخطّ القرآن تناسب النظام الرقمي القرآني. يقول تعالى في آية من آياته مؤكداً على أهمية الصلاة والحفاظ عليها فيأمر عباده المؤمنين : ؟حَفِظُوا عَلَى الصَّلوتِ والصَّلوةِ الوُسْطى وقُومُوا للهِ قَنِتِينَ؟ [البقرة : ٢/٢٣٨]. هذه الآية موجودة في سورة البقرة التي استُفتحت بـ ؟الم؟ فكيف توزعت أحرف ؟ الم ؟ في هذه الآية ؟
حَفِظُوا عَلَى الصَّلوتِ و الصَّلوةِ الوُسْطى و قُومُوا للهِ قَنِتِينَ
١ ١ ٣ ٠ ٣ ٢ ٠ ٢ ٢ ٠
العدد الذي يمثل توزع ؟الم؟ عبر كلمات الآية يقبل القسمة على ٧ تماماً لنتأكد من ذلك بلغة الأرقام :
٢٢٠٢٣٠٣١١ = ٧ × ٣١٤٦١٤٧٣