الحمدُ للَّه الذي هدانا لهذا العلم الذي نسأله سبحانه أن يجعله علماً نافعاً لا يُبتغى به إلا رضوانه، ونعوذ به من علمٍ لا ينفع، ونصلِّي ونسَلِّم على هذا النبي الأمي وعلى آله وصحبه تسليماً كثيراً. كان جالساً مع أصحابه ذات يومٍ فسألهم : أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ فتعجبوا من ذلك السؤال الصعب، فكيف يمكن قراءة ثلث القرآن في ليلة واحدة ؟ ولكن الرسول الكريم ﷺ الذي وصفه الله بأنه رؤوف رحيم بالمؤمنين، أخبرهم بسورة تساوي ثلث القرآن فقال لهم :(قُلَ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآن) [رواه البخاري].
فما هي أسرار تلك السورة العظيمة، وهل يمكن للغة الأرقام أن تكشف لنا معجزة جديدة تثبت عَظَمة هذه السورة ؟ لنبدأ هذه الرحلة الممتعة في سورة الإخلاص لنرَ سلسلة من التوافقات العجيبة مع الرقم سبعة عسى أن نزداد إيماناً بخالق السموات السبع عَزَّ وجَلَّ.
وفي هذا البحث يعيش القارئ مع إثباتات وبراهين تؤكد معجزة القرآن العظيم، وأن البشر لو اجتمعوا عاجزون تماماً عن الإتيان ولو بسورة مثل القرآن، وما أجمل لغة الأرقام عندما تنطق بالحق !
إن الحقائق الرقمية الواردة في هذا البحث جميعها حقائق يقينية وثابتة لا ينكرها جاهل فضلاً عن عالم، هذه الحقائق لم تأتِ عن طريق المصادفة، فالمصادفة لا تتكرر دائماً بل يجب أن نستيقن بأنه في كتاب الله تعالى لا وجود للمصادفة بل كل شيء فيه بتقدير من العزيز الحكيم القائل عن كتابه : ؟كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ؟ [هود : ١١/١].
كلنا يعلم دلالات الرقم سبعة في الكون والقرآن وأحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام. وسوف نرى من خلال فقرات هذا البحث أن الله تعالى بقدرته وعلمه نظَّم وأحكم كلمات وحروف هذه السورة العظيمة بنظام مُحكَم يقوم على الرقم سبعة ومضاعفاته.
حروف اسم ؟الله؟ في آيات السورة