وقد يكون في القرآن ترتيب آخر يعطي النتائج ذاتها وهذا بحاجة إلى دراسة موسَّعة قد نتمكن من إنجازها مستقبلاً، لرؤية أسرار الترتيب هذا. وعلى كل حال فأنا على يقين بأننا مهما اتبعنا من طرق ومهما تنوعت أساليب الترتيب والإحصاء والعدّ، وكيفما توجهنا بآيات القرآن نجدها مُحكَمة ولا نجد أي اختلاف وهذا تصديق لقول الحق تبارك وتعالى : ؟وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً؟ [النساء : ٤/٨٢].
أسماء الله في سورة الإخلاص
سوف نعيش مع أسماء الله الحسنى لنرى كيف تتجلَّى هذه الأسماء الكريمة في سورة الإخلاص التي هي سورة التوحيد والسورة التي نجد فيها صفات الله تعالى.
إن وجود نظام رقمي مذهل لأسماء الله في سورة تتحدث عن الله لهو دليل مادي ورقمي قوي جداً على أن الله تعالى قد أحكم أحرف أسمائه الحسنى في آيات كتابه ليدلنا على قدرة الله على كل شيء، وأن الله هو الواحد الأحد لم يتخذ ولداً ولا يساويه شيء فهو خالق كل شيء، سبحانه وتعالى عما يشركون.
وتعتمد فكرة هذا النظام على إبدال كل كلمة برقم، هذا الرقم يمثل ما تحويه كل كلمة من حروف أحد أسماء الله الحسنى مثل الملك أو القدوس.
توزع حروف اسم ؟الملك؟
وعلى سبيل المثال فإن توزع حروف كلمة ؟الملك؟ في هذه السورة يتم على الشكل الآتي، ففي قوله تعالى : ؟قل هو الله أحد؟ :
١ـ كلمة ؟قُلْ؟ فيها من حروف اسم ؟الملك؟ اللام فقط وبالتالي تأخذ الرقم ١.
٢ـ كلمة ؟هو؟ ليس فيها أي حرف من حروف اسم ؟الملك؟ لذلك تأخذ الرقم صفر.
٣ـ كلمة ؟الله؟ تحتوي على الألف واللام واللام والهاء غير موجودة في الملك، لذلك تأخذ الرقم ٣.
٤ـ كلمة ؟أحد؟ الحرف المشترك بين هذه الكلمة وكلمة ؟الملك؟ هو الألف فقط لذلك تأخذ الرقم ١.