ومن هنا نخرج بنتيجة مهمة وهي أن الإعجاز الرقمي تابع للإعجاز البياني، فكلاهما قائم على الحروف والكلمات. وهذا ما سندركه من خلال رحلتنا في هذا البحث مع حروف القرآن الكريم.

مقدمة

سوف نرى من خلال هذا البحث أن نصوص القرآن العظيم سواءً كانت آية كاملة أو جزءاً من آية أو عدة آيات، هذه النصوص رتّب الله تعالى كل كلمة بدقة فائقة وفق نظام رقمي يعجز البشر عن الإتيان بمثله. ولكن هنالك لكل نص قرآني نظام رقمي، فعدد الأنظمة الرقمية في القرآن لا يعلمه إلا اللّه تعالى، وهذا البحث هو نقطة البداية للدخول في علم الأنظمة الرقمية لحروف القرآن العظيم.
وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ
يتحدث علماء اليوم عن توسع الكون، فقد أصبحت حقيقة ازدياد حجم الكون باستمرار من الحقائق العلمية الثابتة، بسبب الأدلة الكثيرة من علم الفلك والمختبرات الفضائية.
هذه الحقيقة لم يتم إثباتها بشكل قاطع إلا منذ سنوات قليلة، عندما تطورت أجهزة القياس والتحليل ومعالجة البيانات بالكمبيوتر وباستخدام لغة الأرقام.
ولكن نجد للقرآن بياناً أوضح وأعمق يتجلى بشكل معجز في سبع كلمات فقط ! يقول الله سبحانه وتعالى : ؟وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ؟ [الذاريات : ٥١/٤٧]. وفي هذه الآية معجزة علمية واضحة فقد تحدثت بوضوح عن توسع السماء باستمرار من خلال كلمة ؟وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ؟ قبل العلم الحديث بأربعة عشر قرناً.
ولكي نزداد يقيناً بمصداقية هذه المعجزة فقد أودع الله تعالى بين كلمات وحروف هذه الآية معجزة رقمية حقيقية تقوم على الرقم سبعة الذي يمثل عدد السماوات ! الآية تتحدث عن بناء السماء وتوسعها، وسوف نرى نظاماً مذهلاً يقوم على الرقم سبعة.
حروف الكلمات
لنكتب عدد حروف كل كلمة :
١ ـ ؟وَ؟ : واو العطف هي كلمة لأنها تكتب مستقلة عما قبلها وما بعدها، عدد أحرفها = ١.
٢ ـ ؟السَّمَاءَ؟ : عدد أحرفها = ٥ لأن الهمزة ليست حرفاً.


الصفحة التالية
Icon