كثيراً ما وقفتُ حائراً أمام سؤال غاية في الأهمية : لماذا نجد الكلمة نفسها كُتبت في القرآن بعدَّة أشكال، فمثلاً نجد كلمة (كتاب) كُتبت على شكلين هكذا ؟كتاب ـ كتب؟ وكلمة (تبارك) أيضاً كُتبت بشكلين هكذا ؟تبارك ـ تبرك؟ وكلمة (إنما) كُتبت أيضاً على شكلين كالتالي ؟إنَّما ـ إنَّ ما؟ وغيرها كثير كثير...
فما سرّ كتابة هذه الكلمات وغيرها على هذا النحو الذي نراه في القرآن ؟ ونحن نعلم أن اللّه لو شاء لم تُكتب هذه الكلمات بهذا الشكل، لذلك مشيئة اللّه تعالى اقتضت هذه الطريقة الفريدة في رسم القرآن، ولا يوجد أي كتاب آخر في العالم فيه مثل هذه الميزة.
إن الإجابة على سؤال كهذا بلغة الكلمات مهمة صعبة وربما لا توصلنا إلى نتيجة منطقية، ولكن ما أسهل الإجابة على كثير من الأسئلة المهمة المتعلقة بالقرآن بلغة واضحة هي لغة الأرقام.
من خلال الأمثلة القادمة سوف نرى نوعاً جديداً من أنواع الإعجاز القرآني هو إعجاز رسم كلمات القرآن.
تبارك... وتبرك
في القرآن العظيم ١١٤ سورة، سورتان فقط بدأت كل منهما بكلمة ؟تبارك؟ هما سورة الفرقان وسورة الملك. لنفتح كتاب اللّه على هاتين السورتين لنرَ كلمة (تبارك) كُتبت مرة ؟تبارك؟ ومرة ؟تبرك؟ كما يلي :
١ ـ ؟تَبَارَكَ الذي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَلَمِينَ نَذِيراً؟ [الفرقان : ٢٥/١].
٢ ـ ؟تَبرَكَ الذي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ؟ [الملك : ٦٧/١].
والسؤال : لماذا كُتبت كلمة ؟تبارك؟ مرة بألف ومرة من غير ألف ؟ في لغة الكلمات لا نجد إجابة منطقية، ولكن لغة الأرقام تجيب على ذلك بشكل دقيق : إن العدد الذي يمثل الآية الأولى يقبل القسمة على ٧، والعدد الذي يمثل الآية الثانية كذلك يقبل القسمة على ٧. لنكتب الآيتان كما كُتبتا في القرآن لنرَ النظام الرقمي :
النظام الرقمي لأول آية من سورة الفرقان
لنكتب عدد حروف كل كلمة :