كما أن الأنظمة الرياضية والقوانين التي تحكم الكون لا تنتهي، كذلك القوانين والأنظمة التي رتب الله عليها كلمات وأحرف كتابه لا تنتهي !
هذا البحث العلمي ليس كل شيء، فما هو إلا خطوة باتجاه اكتشاف وتدبُّر الأنظمة الرقمية في القرآن.
ولكن يخطر ببالي سؤال في هذا المقام : منذ ١٤٠٠ سنة هل كان إنسان واحد في العالم يعلم شيئاً عن الأنظمة الرقمية ؟ إذن السبق العلمي للقرآن لا يقتصر فقط على علوم اللغة والتشريع والفلك والطب والبحار والأرض وغيرها من العلوم، بل القرآن سبق علماء الرياضيات والكمبيوتر إلى الأنظمة الرقمية بأربعة عشر قرناً.
كذلك يؤكد هذا البحث أن رسم كلمات القرآن فيه معجزة ولا يجوز تغييره أو المساس به، وأن الله تعالى قد رتب كل حرف في مكانه الدقيق وهذا يؤكد إعجاز خط القرآن.
وبعد كل هذه الحقائق الرقمية عن كتاب اللّه، هل يمكن لإنسان عاقل أن يرتاب أو يشكَّ بأن القرآن ليس من عند اللّه ؟
بل هل يمكن لبشر مهما وصل إليه من العلم والقدرات أن يأتي ولو بسورة مثل القرآن ؟ لنستمع إلى هذه الآية العظيمة : ؟قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الذينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الذي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ؟ [يونس : ١٠/١٠٤].
سوف نعيش الآن ومن خلال البحث الآتي مع إعجاز أرقام الآيات وتسلسلها في كتاب الله تعالى. وسوف نختار بعض الكلمات القرآنية التي تكررت في كتاب الله عدداً من المرات وجاءت أرقام آياتها لتشكل أعداداً من مضاعفات الرقم سبعة.
وقد اقتصرنا في هذا البحث على أخذ الكلمة من دون مشتقاتها اللغوية، مع التأكيد على أن النظام الرقمي يشمل كل كلمة مع مشتقاتها وأحياناً ترتبط الكلمات ببعضها بشكل شديد التعقيد، وحسبنا في هذا المبحث أن نرى جانباً من جوانب الإعجاز الرقمي لآيات القرآن العظيم.


الصفحة التالية
Icon