القرآن الكريم هو عبارة عن كتاب أنزله اللّه تعالى للبشر جميعاً، مؤلَّف من ١١٤ سورة، وكل سورة عبارة عن مجموعة آيات. عدد آيات القرآن ٦٢٣٦ آية، وكل آية تتألف من مجموعة من الكلمات، فكل كلمة في القرآن يمكن تحديد موقعها برقمين : رقم السورة ورقم الآية، وهذا هو مبدأ البحث عن أية كلمة في القرآن.
ولكن هناك عبارات تكررت في القرآن أكثر من مرة في آيات وسور مختلفة، والسؤال المهمّ : هل يوجد نظام رقمي يحكم تكرار الكلمات في القرآن ؟ إن الإعجاز الرقمي لكلمات القرآن الكريم يعطينا جواباً دقيقاً على مثل هذا السؤال. ويمكن القول : إن كل كلمة في القرآن وُضعت بدقة متناهية تفوق التصور البشري، وفي هذا البحث سوف نثبت بما لا يقبل الشك أن هذا القرآن هو كتابٌ من عند اللّه، ويستحيل الإتيان بمثله.
مثال
آيات القرآن هي تذكرة لجميع البشر وهذه الحقيقة تتمثل في قول اللّه تبارك وتعالى : ؟إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً؟، هذه الآية الكريمة نجدها في موضعين فقط من القرآن :
١ ـ ؟إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً؟ [المزمل : ٧٣/١٩].
٢ ـ ؟إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً؟ [الإنسان : ٧٦/٢٩].
ونريد أن نسأل هذه الأسئلة : لماذا تكررت هذه الآية مرتين في القرآن ؟ ولماذا كان رقم الآيتين : ١٩ ـ ٢٩ ؟ ولماذا كان تسلسل سورة المزمل قبل سورة الإنسان ؟
سوف نجيب على هذه الأسئلة وغيرها بلغة الأرقام، فتكرار هذه الآية في القرآن مرتين له حكمة، وقد اختار اللّه تعالى لهذه الآية رقمين ١٩ و ٢٩ وذلك لحكمة أيضاً، ويمكن استنتاج جزء من هذه الحكمة بالاعتماد على الرقم ٧. فعندما نصُفّ أرقام الآيتين ١٩ ـ ٢٠ ينتج عدد جديد هو ٢٩١٩ هذا العدد من مضاعفات الرقم ٧، أي يقبل القسمة تماماً على ٧ من دون باقٍ :
٢٩١٩ = ٧ × ٤١٧