وكما نرى فإن هذه الكلمة هي كلمة خاصة بالقرآن ولم ترد في أية مناسبة أخرى سوى الحديث عن القرآن وأنه كتاب فُصِّلَت آياته من لدن حكيم خبير لقوم يعلمون، وهذا التوافق في المعنى اللغوي والنظام الرقمي يدلُّ على أن الذي نزَّل القرآن واحد أحد لا إله إلا هو.
القرآن... هو كتاب مثاني
كلمة ؟مثاني؟ تكررت في القرآن مرتين بالضبط في الآيتين :
١ ـ ؟وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ؟ [الحِجر : ١٥/٨٧].
٢ ـ ؟اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ؟ [الزمر : ٣٩/٢٣].
إذن كلمة ؟مَّثَانِيَ؟ استُخدمت في القرآن مرة للحديث عن الفاتحة وهي السبع المثاني ومرة لوصف القرآن فهو كتاب مثاني. إن العدد الذي يمثل أرقام الآيتين هو ٨٧ ٢٣ يقبل القسمة على ٧ :
٢٣٨٧ = ٧ × ٣٤١
على زمن رسول اللّه ﷺ لم تكن آيات القرآن مرقَّمة، واستمر ذلك قروناً طويلة، ومنذ زمن ليس ببعيد تمَّ ترقيم آيات القرآن.
فمَن الذي ألهم المسلمين أن يرقِّموا الآيات بهذا الشكل ؟ مَن الذي ألهمهم ألاَّ يعطوا رقماً للبسملة باستثناء الفاتحة ؟
مع العلم لو تمَّ ترقيم البسملة في أوائل السور لاختل النظام الرقمي لتكرار الكلمات بالكامل.
؟أم يقولون افتراه؟
هذا تساؤل يطرحه القرآن في عدة مناسبات (أم يقولون افتراه). لكي نُثبت بطلان دعوى منكري القرآن، نلجأ إلى لغة الرقم ونسأل كيف توزعت هذه العبارة في القرآن ؟ بالبحث عن ذلك نجد أن هذه العبارة تكررت ٥ مرات، ولكن هل يوجد نظام رقمي لهذه الآيات ؟ لنستمع إلى الآيات الخمسة :