إن الذي ينظر إلى هذا الكون الواسع بكل ما فيه من نظام محكم وصنع مُتقن ودقة متناهية يستنتج أن وراء هذا الكون من نظَّمَهُ وأحكمه وأتقنه، إنه اللّه تعالى. كذلك عندما ننظر في كتاب اللّه ونرى ما فيه من نظام رقمي محكم وأن كل حرف وكل آية إنما وُضعت بدقة شديدة نستيقن أن الله تعالى هو منظِّم هذه الآيات.
وأن الذي نظَّم هذه الكلمات والآيات والسور بهذا التناسب المذهل مع الرقم ٧ هو نفسه الذي خلق ونظَّم الكون وهو نفسه الذي أنزل هذا القرآن أعظم كتاب على الإطلاق.
مَرَجَ البحرين
لا يقتصر الإعجاز القرآني على ذكر الحقائق العلمية، بل إننا نجد إعجازاً مذهلاً في نظام تكرار هذه الحقائق في القرآن. ومن الحقائق العلمية التي تستدعي التفكر كيفية إلتقاء الأنهار العذبة لتصبَّ في البحار المالحة ولا تختلط هذه بتلك. وكذلك نجد كيف يلتقي البحرين المالحين دون أن يختلطا، فمن الذي يمنع هذا البحر من أن يطغى على ذاك ؟ إنه اللّه تعالى القائل : ؟مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ؟ فكم مرة تكررت هذه الحقيقة في القرآن ؟ الجواب مرتين في الآيتين :
١ ـ ؟وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ؟ [الفرقان : ٢٥/٥٣].
٢ ـ ؟مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ؟ [الرحمن : ٥٥/١٩].
والعدد الذي يمثل الآيتين يقبل القسمة على ٧ :
١٩٥٣ = ٧ × ٢٧٩
إذن : كلمة ؟مَرَجَ؟ هي كلمة خاصة بالبحرين، وقد تكررت هذه الكلمة مرتين فقط في القرآن وبالصيغة ذاتها ؟مَرَجَ البَحْرَيْن؟، ومن هذا المثال وغيره نزداد يقيناً وإيماناً بعظمة القرآن وعظمة مُنَزِّل القرآن.
عذب فرات... وملح أجاج
عبارة ؟عَذْبٌ فُرَاتٌ؟ وعبارة ؟مِلْحٌ أُجَاجٌ؟ تكررت كل منها في كامل القرآن مرتين في الآيتين :
١ ـ ؟وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ؟ [الفرقان : ٢٥/٥٣].


الصفحة التالية
Icon