إن كل آية من آياته تشكل بناء معجزاً للبشر، فهو كتاب مُعجز كجملة واحدة، ومعجزٌ بسُوَرِهِ ومُعجز بآياته، ومُعجز بكلماته وحروفه.
والآن وبعدما رأينا بعضاً من ملامح البناء العددي لآيات القرآن الكريم، وقبل رؤية المزيد من عجائب هذا القرآن، لابدَّ من الاجابة عن سؤال مهم وهو : كيف يمكن للقلب أن يطمئن إلى نتائج أبحاث الإعجاز العددي في القرآن الكريم ؟
من خلال البحث الآتي سوف نحاول وضع الأسس والقواعد السليمة علمياً وشرعياً للبحث في هذا اللون من ألوان الإعجاز القرآني. هذه الأسس والقواعد هي بمثابة ضوابط لهذا العلم يجب على من يبحث فيه أن يلتزم بها، وكذلك هي ضوابط يستطيع من خلالها القارئ أن يميز بين البحث الصحيح وغير الصحيح، وهذه الضوابط تمكِّن القارئ من الحكم بنفسه على أي بحث في الإعجاز العددي بالقبول أو الرفض.
ويجب أن نتذكر دائماً بأن المؤمن الحريص على كتاب ربه يجب عليه أن يتحرى الحق أينما وُجد، وألا يتسرَّع في قبول أي بحث قرآني تحت اسم (الإعجاز) قبل أن يتثبَّت ويتأكد من مصداقية النتائج الواردة فيه، ليبنيَ عقيدتَه على أُسُس متينة، وليكونَ إيمانُه قوياً وثقتُه بهذا القرآن كبيرة.
البحث الثاني
ضوابط الإعجاز الرقمي
في القرآن الكريم
لنبدأ بطرح كل التساؤلات والإنتقادات التي أُثيرت مؤخراً حول موضوع الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم، ونجيب عنها بكل صراحة ووضوح.
ومن هذه التساؤلات : ماهي الفوائد من دراسة الإعجاز الرقمي ؟ وهل هنالك علاقة بين الأرقام وعلم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ؟ وما هي قصة رشاد خليفة وانحرافاته ؟ وماذا عن حساب الجُمَّل ؟ وماذا عن قراءات القرآن العشر وهل فيها إعجاز رقمي ؟
سوف نحاول أيضاً من خلال الصفحات الآتية وضع ضوابط لهذا العلم الناشئ، هذه الضوابط هي الأساس العلمي والشرعي الذي اعتمدنا عليه في استنباط الحقائق الرقمية الثابتة في كتاب الله عزَّ وجلَّ.

مقدمة



الصفحة التالية
Icon