ولكنه تسرَّع ونسي بقية الأعداد القرآنية وعلى رأسها الرقم سبعة، وقدَّم إحصائيات عن الحروف المقطعة أو المميزة في أوائل السور، ونتيجة هذه الإحصائيات أن جميع هذه الحروف تتكرر بشكل يتناسب مع الرقم ١٩، وتبين فيما بعد أن هذه الإحصائيات غير صحيحة، بل قدَّم أرقاماً بعيدة كثيراً عن الحقيقة، وهدفه من وراء ذلك ليبهر الناس باكتشافاته.
كما أنه تجاوز الحدود بمحاولة حسابه لموعد قيام الساعة الذي لا يعلمه إلا الله تعالى ! وقام بحساب كل حرف من الحروف الواردة في أوائل بعض السور وهي الحروف المميزة (أو المقطعة كما يسميها البعض)، وفقاً لحساب الجُمَّل، هذا الحساب الذي لا يستند إلى أي أساس علمي، وجمع ثم طرح على طريقته ليخرج من ذلك بتحديد موعد يوم القيامة عام ١٧١٠ وهذا العدد من مضاعفات الرقم ١٩ !!!
ماذا عن بقية الباحثين ؟
إن معظم الباحثين الذين اعتمدوا الرقم ١٩ أساساً لأبحاثهم، قد وقعوا في خطاٍ غير مقصود، إما في عدّ الحروف، وإما في منهج الحساب. وهذا لايعني بأن التناسقات العددية القائمة على العدد ١٩ ليست موجودة، بل إننا نجد إعجازاً مذهلاً لهذا الرقم الذي ذكره الله تعالى في قوله : ؟عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ؟ [المدثر : ٧٤/٣٠].
كما أن هنالك أرقاماً أخرى جاء فيها التناسق مثل الرقم ١١ الذي يشير إلى وحدانية الله تعالى. لأنه عدد أولي لا ينقسم إلا على نفسه وعلى الواحد وهو يتألف من ١ و ١.
ومن عجائب أرقام القرآن أن كلمة ؟الشهر؟ قد تكررت في القرآن كله ١٢ مرة بعدد أشهر السنة ؟ أما كلمة ؟اليوم؟ فقد تكررت في كتاب الله تعالى ٣٦٥ مرة بعدد أيام السنة ؟
وقد جاء عدد مرات ذكر كلمة ؟الدنيا؟ في القرآن كلّه مساوياً لعدد مرات ذكر كلمة ؟الآخرة؟، وقد تكررت كل كلمة من هاتين الكلمتين ١١٥ مرة بالتمام والكمال !


الصفحة التالية
Icon