عدد سكان العالم اليوم هو ستة آلاف مليون، وهؤلاء في معظهم لا يفقهون اللغة العربية. والقرآن لم يَنْزِل للعرب فقط بل نزل للناس كافة، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم هو رسول الله للعالمين ليبلِّغهم رسالة الله تعالى القائل : ؟تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً؟ [الفرقان : ٢٥/١]. والسؤال : أليست اللغة التي يفهمها اليوم كل البشر هي لغة الأرقام ؟
إن الله تعالى قد أنزل القرآن وبيَّن فيه كل شيء وقال : ؟وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ؟ [النحل : ١٦/٨٩]. هذه الآية تؤكد أن القرآن يحوي كل العلوم بل يحوي كل شيء : ؟تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ؟، ووجود علم الرياضيات في القرآن هو دليل على صدق كلام الله تعالى وأن القرآن كتاب عالميّ.
إن هذه المعجزة جاءت لتؤكد أن القرآن هو بناء عظيم يقوم على الرقم سبعة. وإن وجود هذا الرقم بالذات هو دليل على وحدانية الله. فإذا علمنا أن كل ذرة من ذرات هذا الكون عدد طبقاتها سبع، وعلمنا أن كل حرف في كتاب الله تكرر بنظام يقوم على الرقم سبعة، فلا بدَّ عندها أن ندرك أن خالق الكون سبحانه هو نفسُه الذي أنزل القرآن !
ويمكن القول بأن المهمة الأصعب للإعجاز الرقمي هي إثبات أنه لا يمكن لأحد أن يأتي بمثل هذا القرآن أو بمثل سورة منه. وحيث تعجز وسائل اللغة عن تقديم براهين مادية على ذلك، فإن النظام الرقمي الذي نكتشفه اليوم هو برهان ملموس على صدق كلام الحقّ سبحانه وتعالى : ؟قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً؟ [الإسراء : ١٧/٨٨].


الصفحة التالية
Icon