إذن طريقة صف الأرقام تناسب معجزة شديدة التعقيد والضخامة تتجلى في القرن الواحد والعشرين. والسؤال : كيف لو مثّلنا حروف كلمات القرآن كله ! إن العدد الناتج سيتألف من أكثر من سبعين ألف مرتبة ! فتأمل ضخامة أعداد القرآن ! !
من الأشياء الممتعة في علم الرياضيات ما يسمى بالسلاسل العددية أو الرقمية، واكتشاف ودراسة هذه السلاسل ساهم بشكل أساسي في تطور جميع العلوم مثل علوم التكنولوجيا الرقمية، ولكن ما هي هذه السلاسل وما الفائدة منها ؟
فعندما فكّر العلماء باختراع الحاسبات الرقمية كان لابد من وضع التصميم المناسب لإنجاز العمليات الحسابية داخل هذه الحاسبات الإلكترونية. وبما أن الحاسبة لا تفقه لغة الأرقام، تم وضع الأسس الرياضية لما سمي بالنظام الثنائي الذي يعتمد على رقمين فقط الواحد والصفر.
وفق هذا النظام يتم كتابة أي عدد مهما كبُر أو صغُر على شكل سلسلة تتألف من الرقمين ١ و ٠، ويتكرر هذين الرقمين بما يتناسب مع العدد المطلوب.
الآن نأتي إلى النظام العشري الذي نستخدمه في حساباتنا العادية، وهذا النظام يمكن تمثيله بواسطة سلسلة رقمية أساسها الرقم ١٠، ويمكن أن نكتب هذه السلسلة من الأعداد :
١ ١٠ ١٠٠ ١٠٠٠ ١٠٠٠٠ ١٠٠٠٠٠.......
إذن كل حّد يتضاعف عن سابقه عشر مرات. ولكي لا نثقل على القارئ الكريم بهذه الأعداد نبقى في رحاب الآية الكريمة ونحلل العدد الناتج والذي يمثل سلسلة عددية من الأرقام هي : ٦٦٤٣، فهذا العدد هو سلسلة رقمية يمكن كتابتها وفق المجموع الآتي :
( ٣ × ١ ) + ( ٤ × ١٠) + ( ٦ × ١٠٠) + ( ٦ × ١٠٠٠)
٣ + ٤٠ + ٦٠٠ + ٦٠٠٠
آحاد + عشرات + مئات + آلاف
وهذا يساوي العدد الأصلي ٦٦٤٣ وهو يمثل مصفوف حروف البسملة.