* فلا يحق لمن لم يتعمَّق في دراسة لغة القرآن أن يتصدى لتفسيره، قال الإمام الزركشي :" واعلم أنه ليس لغير العالم بحقائق اللغة وموضوعاتها تفسير شيء من كلام الله ولا يكفى فى حقه تتعلم اليسير منها فقد يكون اللفظ مشتركا وهو يعلم أحد المعنيين والمراد المعنى الآخر " (٧١).
* وللقرآن أيضا عرف خاصٌّ ومعانٍ معهودة لا يعرف إلا من طال وقوفه أمام ألفاظه وعباراته وأساليبه وتدبُّرُه لمعانيه، قال ابن القيم :" للقرآنِ عرفٌ خاصٌّ ومعانٍ معهودةٌ لا يناسبُهُ تفسيرُهُ بغيرها ولا يجوز تفسيرُهُ بغير عُرْفِهِ والمعهودِ من معانيهِ " (٧٢). كذلك من أسباب الخطأ والقصور في التفسير الغفلة عن سياق الآيات، ومن هنا تبرز أهمية دراسة الوحدة الموضوعية للقرآن الكريم وقد سبق الإشارة لذلك (٧٣)
* هذا ومن أهم أسباب الخطأ في التفسير : التعصبُ المذهبيُّ لفرقة أو مذهب، كذلك من أسباب الخطأ الخوض فيما استأثر الله بعلمه من الغيبيات، أو الاشتغال بالتنقيب عن المبهمات التي لم يبينها القرآن ؛ لأنها من باب : علمٌ لا ينفع، وجهلٌ لا يضرُّ مع ذلك وجدنا من انصرف عن الغاية التي من أجلها سيقت القصَّة القرآنية وما حوته من دُررٍ وعبر إلى البحث عن الأصداف والاستطراد إلى معرفة نوع الشجرة التي نُهي آدمُ ( وزوجه حواء عن الأكل منها، أو البحث عن عصا موسى من أي أنواع الشجر، أو الحديث عن هدية ملكة سبأ لسليمان وما حوته من لطائف وطرائف وغير ذلك مما لا يّضرُّ الجهلُ به بل الانشغالُ عنه مُضِرٌ لأنه صارفٌ عن فهم كلام الله. (٧٤)


الصفحة التالية
Icon