وكأني بهم يقولون: (يا أرض اشتدي ما عليك أحد قدي). ركبوا عمياء، وخبطوا خبط عشواء. كل يوم ترى في جرائدنا: (زلة شنعاء، وعظيمة صلعاء، وداهية دهياء –على حد تعبير ابن كثير). أسلوب الجرح والتجريح، في أعراض علمائنا الأجلاء، وشيوخنا الألباء، وكتابنا النجباء (ومن المحال أن يجرح العدل بكلام المجروح). نرى زلزالاً من الحماقات بل والضلالات وصدق أحمد بن خِضْرَوَيْهٍ حين قال: (القلوب جَوّالة: إما أن تجول حول العرْش، وإما أن تجول حول الحُشْ) وقال بعضهم: (نزول همة الكسَّاح، دلاَّهُ في جب العَذِرَةْ). قال ابن القيم: (الأرواح في الأشباح -الأجسام- كالأطيار في الأبراج، وليس ما أعد للاستفراخ كمن هُيِّئ للسِّباق)
خلق الله للحروب رجالاً ** ورجالاً لقصعة وثريد
فليس لهم همة إلا تحصيل الشهوات:
كالعير ليس له بشيء هِمّةٌ ** إلا اقتضام الْقَضْب ِ حول المِذْوَد ِ