وظلت أكافح في هذا السبيل نحو خمس سنين، خمس سنين طوال كنت أقرأ "الربع " نحو عشر مرات، ومع ذلك يعز عليَّ حفظه. وكان اليأس يخامرني، ولكني صابرت الأيام وتحملت العناء ورجوت الخير. وفي أثناء مطالعتي للسنة النبوية، قرأت حديثًا نفعني الله به وجربته في التغلب على آفات النسيان فأفادني. وإني أثبته هنا لعل الله ينفع به من يريد أن يتصل بكتابه. ويكون من حفاظه. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما نحن عند رسول الله ﷺ، إذ جاء علي فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، تفلت هذا القرآن من صدري، فما أجدني أقدر عليه. فقال رسول الله ﷺ :" يا أبا الحسن: أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع بهن من علمته ويثبت ما تعلمت في صدرك. قال: أجل يا رسول الله فعلمني. قال: إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب. وقد قال أخي يعقوب لبنيه: سوف أستغفر لكم ربي. يقول حتى تأتي ليلة الجمعة. فإن لما تستطع فقم في وسطها، فإن لم تستطع فقم في أولها. فصل أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس. والركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم- الدخان- وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب والم تنزيل- السجدة- وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل. فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأحسن الثناء على الله وصل عليَّ وأحسن وعلى سائر النبيين واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان. ثم قل في آخر ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدًا ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف مالا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني. ص _٢٣٠