لعل الله يذلل العقبات، ويمنح المعونة، ويتابع فضله على عبده فيجري ذلك الخير على يده. ولا أدع القلم حتى ألوم أمتنا على موقفها المريب من كلام الله جل شأنه. إن القرآن أصبح كتابًا مظلومًا.. أقفرت مواطنه من الحياة والنضارة والتف حوله آخر الناس صلة به. ونحن نفقد رشدنا حين نتفقد هذا الكتاب في ضمائرنا وعقولنا فلا نجده.. وأعرف أن دسائس الاستعمار لا تفتأ تتسرب في الخفاء- إن أعياها الانطلاق في الضياء- كي ما توهي أواصر المسلمين بكتابها وتزهدهم في شرائعه وهداياته العليا. ولكننا إن شاء الله لن نأذن لها بنجاح. وأعرف أن كثيرًا من أوعية العلم النقي والثقافة الصالحة قد صاروا مغمورين، وعاشوا مضيعين، لا لشيء إلا لأن نسبهم للقرآن بين، وإخلاصهم له عميق. بيد أنني أعتقد أن اليقظة التي أطل على المسلمين صبحها سوف تفضح كل ما خلفه في أفكارنا عهد التفكك والاستعباد. وسوت تجعلنا أمة واحدة، توحد الله في عقيدتها وعملها وقانونها وشأنها كله، وهو سبحانه نعم المولى ونعم النصير.


Icon