من جهل وفي جوفه كلام الله ". ص _٠٢٧
وقال :" إن هذا القرآن مأدبة الله، فأقبلوا مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله، والنور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه، لا يزيغ فيستعتب، ولا يعوج فيقوم، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق من كثرة الرد، اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوة كل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول لكم ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف ". وهذه التوجيهات غيض من فيض، فإن عشرات ومئات الأحاديث ترادفت على هذا السياق الواضح، وتضافرت على إبقاء القرآن الكريم رطبًا على الألسنة مكنونًا في الصدور، يتلى في البيوت والأسواق، والمساجد والمحافل، لا يزاد عليه ولا ينقص منه حرف واحد..!! إنه هو كما قرأه صاحب الرسالة من أربعة عشر قرنًا، يرويه عن جبريل عن الله جل شأنه..!! وثبوت القرآن الكريم عن طريق التلقي والتواتر والاستفاضة هو أحد طريقين يظاهر أحدهما الآخر ويقويه، وإن كان الطريق الأول أشهر..!! أما الطريق الثاني فهو الكتابة، ذلك أن الكلام الإلهي كما استوعبته صدور الحفاظ استوعبته سطور الصحف..!! كانت الآيات تنزل فيبادر الكتبة إلى تسجيلها، ويخطون في صحائفهم معالمها، وإن هذا التسجيل يجيء كتوثيقات العقود في عصرنا، أي بعد تمامها علميًّا أو عمليًّا..!! والعرب أمة أمية، بيد أن شيوع الأمية فيهم حتى ولو وصلت نسبتها إلى ٩٥% لا يبخس القلة الكاتبة حقها، ولا ينقص خطرها، فليس من الضروري لثبوت الكتابة أن تطبع ألوف النسخ من كتاب واحد، بل يكفي أن توجد جملة من النسخ المتطابقة المتوافقة تتسق مع المحفوظ، ويتم تسجيلها بإشراف النبي نفسه وجهد كتبة الوحي معه..!! ص _٠ ص


الصفحة التالية
Icon