الإمارة مهما كانت صغيرة حتى ولو كانت على عشرة أفراد تستوجب العدل فيما بينهم واتباع ما أمر الله به من أوامر فيهم. ومن لا يفعل ذلك يُؤتى به مغلولا يوم القيامة. قال الله تعالى عن عذاب جهنم وحال الكافرين فيها :﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ﴾ (١).
والنسيان هنا أيضا نسيان العمل لكن نسيان الحفظ يخشى أن يكون مشمولا بذلك والله أعلم. كما أن عقوبة النسيان يوم القيامة التي بينها الحديث هي نقص البدن بمرض الجذام الذي يشابه نقص العلم نتيجة النسيان في الدنيا ويشبه ذلك كثير من الأحاديث الواردة في عقوبات المعاصي يوم القيامة فإن العقوبات من جنس العمل ويشبه ذلك الشطر الأول من الحديث في عقوبة الأمير الذي عقوبته الاغلال التي ربما يستخدمها في الحياة الدنيا نتيجة عدم عدله.
٢٤- عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال :
" عرضت علي ذنوب أمتي فلم أرَ أعظم من سورة من القرآن أو آية أُوتيها رجل ثم نسيها ".
رواه الترمذي وأبو داؤد
نسيان الحفظ له أسباب : منها عدم التكرار لشغل طارئ وهذا يحدث لكل فرد وعليه أن يراجع بعد أن يفرغ من شغله.
ومنها عدم التكرار لشغل مستديم. فإن كان شغله يمنعه من تكرار القرآن وكان شغله من الأهمية بمكان فعليه أن يكابد ويحاول إيجاد الوقت للتكرار ويدعو الله بالمغفرة. أما إن كان عدم التكرار إهمالا وتكاسلا، فهذا من التقصير الذي هو من الذنوب ويخشى أن يكون إثمه كبيرا.
أما إذا كان النسيان نتيجة مرض يمنعه من التكرار أو ينُسيه ما حفظ فذلك مما يرجى أن لا يؤاخذه الله به بل ويكتب له ثواب يوم كان يكرر القرآن ويحفظه هذا إذا كان صابرا في مرضه محتسبا ذلك لله.