الأموال في المكارم والصدقات فالمنافسة فيها مندوب إليها وإذا كانت نعمة يتنعم بها على وجه مباح فالمنافسة فيها مباحة (١).
٢٩- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله ﷺ قال :
" من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه. ومن قرأ القرآن فرأى أن أحدا أعطي أفضل مما أعطي فقد عَظَّم ما صَغَّر الله وصغر ما عظم الله. وليس ينبغي لحامل القرآن أن يَسْفِهَ فيمن يَسْفِهَ أو يغضب فيمن يغضب أو يَحْتَدَّ فيمن يَحْتَدَّ ولكن يعفو ويصفح لفضل القرآن ".
رواه الطبري
لقد أوتي رسول الله ﷺ وحيا بنص معين هو القرآن الكريم والسنة بلفظ رسول الله ﷺ. فمن أوتي القرآن الكريم فقد حصل على ما أوحى الله تعالى إلى رسوله بنصه لكنه يفرق عن رسول الله بأنه لا يوحى إليه وهكذا فإن العلماء ورثة الأنبياء لا يرثون الدرهم والدينار ولكن يرثون العلم والعمل به ونشره بين الناس.
إن من تعظيم المرء لله تعالى تعظيمه لكتاب الله. ومن أوتي خيرا كثيرا فعليه أن يشكر الله تعالى على تلك النعمة العظيمة وأن يشعر بكبر تلك المنة والفضل الذي آتاه الله تعالى إياه.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بِلَيلِه إذا الناس ينامون وبنهاره إذا الناس يفطرون وبحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناس يضحكون وبصمته إذا الناس يخوضون وبخشوعه إذا الناس يختالون وينبغي أن يكون مستكينا لينا ولا ينبغي أن يكون جافيا ولا حماريا ولا صياحا ولا صاخابا ولا عنيدا.
قال بعض الصالحين : علمت أن أهل القرآن يسألون كما يسأل الأنبياء ( أي يوم القيامة ) وفي الحديث الشريف نهي لأصحاب القرآن عن السفه والغضب والحدة وأمر بالحلم والصفح وجملة الأمر أمر بحسن الخلق ومكارم الأخلاق وهكذا كان رسول الله ﷺ كما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها " كان خلقه القرآن " (٢). فإن كان رسول الله ﷺ خلقه القرآن فالقرآن بيننا وعلى حملة القرآن التخلق بأخلاق رسول الله ﷺ ألا وهي أخلاق القرآن.
٣٠- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال :
(٢) رواه مسلم وأحمد وأبو داؤد.