" أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وإن أفضل الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة " ثم يرفع صوته وتمحر وجنتاه ويشتد غضبه إذا ذكر الساعة كأنه منذر جيش. قال ثم يقول :" أتتكم الساعة. بعثت أنا والساعة هكذا – وأشار بإصبعيه السبابة والسطى – صبحتكم الساعة ومستكم. من ترك مالا فلأهله ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي ".
رواه الإمام أحمد
من أسس الإيمان الرئيسة : الإيمان بكتاب الله وبأنه أصدق الحديث فمن شك في صدق شيء منه أو اتخذ كتابا آخر وفضله على كتاب الله عز وجل أو اعتقد بأنه أصدق من كتاب الله فهو كافر خارج عن ملة المسلمين. ويليه في وجوب الاتباع : سنة رسول الله ﷺ.
والبدعة كل أمر محدث يخالف القرآن الكريم أو السنة النبوية أو أحد الأسس الواردة فيهما. ويوضح هذا التعريف حديث آخر لرسول الله ﷺ :" من أحدث في أمرنا هذا مال ليس منه فهو رد " (١) فالأحداث في الدين ما ليس منه هو البدعة. أما إحداث أمر من الدين فهو ليس بدعة فمثلا إن دحض شبهات أعداء الإسلام بحجج جديدة هو من الدين وغير مشمول بحديث البدعة فهو أمر حسن، وهكذا يمكن معرفة كل أمر مستحدث هل هو سنة حسنة أم بدعة سيئة. ولنأخذ مثالين على ذلك : التدخين بدعة لأنها ليست من الدين وليس هناك في الدين ما يؤيد استنشاق المرء للدخان فليس هو بطعام أو شراب مما أحل الله.
ومثال السنة الحسنة استخدام مكبرات الصوت في الأذان مثلا فهو أمر مستحدث لكنه حسن لأن من ما يدعو إليه الدين إبلاغ صوت المؤذن لأبعد مسافة ممكنة. واستخدام آلة جديدة تساعد بذلك أمر حسن. وقس على ذلك كل أمر مستحدث للتفريق بين البدعة والسنة الحسنة.
٣٥- -عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول :