إن المعاصي التي يرتكبها المسلم واتباع الهوى كل ذلك قد يقوده إلى النفاق فهي تحجبه عن رؤية الحق وتمييزه عن الباطل. فهو رعم معرفته بالآيات البينات إلا أنه لا يجد الرغبة في اتباعها. قال أحد العلماء : الغريب هو القرآن في جوف الفاجر.
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : أنزل القرآن عليهم ليعملوا به فاتخذوا دراسته عملا. إن أحدكم ليقرأ القرآن من فاتحته إلى خاتمته لا يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إذا رأيتم العالم محبا للدنيا فاتهموه على دينكم فإن كل محب يخوض فيما أحب. وقال الحسن البصري (١) رضي الله عنه عقوبة العلماء موت القلوب وموت طلب الدنيا بعمل الآخرة.
وقال الشعبي (٢) يطلع يوم القيامة قوم من أهل الجنة على قوم من أهل النار فيقولون لهم ما أدخلكم النار وإنما دخلنا الجنة بفضل تأديبكم وتعليمكم فيقولون إنا كنا نأمر بالخير ولا نفعله وننهى عن الشر ونفعله.
٣٩- قال ﷺ :
" من قرأ القرآن عند ظالم ليرفع منه لعن بكل حرف عشر لعنات ".
رواه البخاري في التأريخ الكبير بسند صالح
قال سفيان الثوري (٣) : في جهنم واد لا يسكنه إلا القراء الزائرون للملوك، وقال حذيفة بن اليمان (٤) رضي الله عنه : إياكم ومواقف الفتن قيل وما هي قال أبواب الأمراء يدخل أحدكم على الأمير فيصدقه بالكذب ويقول فيه ما ليس فيه.
وقال مكحول الدمشقي (٥) من تعلم القرآن وتفقه في الدين ثم صحب السلطان تملقا إليه وطمعا فيما لديه خاض في بحر من نار جهنم بعدد خطاه وقال : وعلماء زماننا شر من علماء بني
(٢) هو عامر بن شراحيل أبو عمرو الشعبي ثقة مشهورة وفقيه فاضل من صغار التابعين. توفي بعد عام ١٠٠ هـ وله من العمر ٨٠ سنة.
(٣) سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي يكنى بأبي عبد الله وهو ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة من كبار التابعين توفي سنة ١٦١ وعمره ٦٤ ينة.
(٤) هو حذيفة بن اليمان واسم أبيه حسل. أسلم هو وأبوه وأرادا شهود معركة بدر فصدهما المشركون وشهدا أحدا. توفي بالمدائن عام ٣٦ هـ وقد روى أحاديث كثيرة وكان مؤتمن سر رسول الله ﷺ.
(٥) مكحول أبو عبد الله الدمشقي الشامي ثقة فقيه مشهور وهو من صغار التابعين مات سنة يضعة عشر ومائة.