صدق ذلك وان الحديث يعتبر أصلا عظيما من أصول الشريعة إلا أن الحديث لا بعطي حتى ولو إشارة إلى ترك الاعتناء بالظاهر وتركيز الاهتمام كله على الباطن. ولو كان الإسلام يعتني بتطهير الباطن فقط لما اشترط للصلاة قياما أو قعودا ولا ركوعا أو سجودا بل اكتفى بدعاء القلب فقط. وإن خير الأعمال ما اقترن فيه صدق الباطن بسلامة الظاهر.
وإذا كان الفم هو طريق القرآن ومن السنة تطييبه بالسواك إكراما للقرآن، أليس من الأولى إكرام القرآن بتطييب الفم بتجنيبه فحش الكلام وقول الزور والكذب والغيبة والنميمة والبهتان والهمز واللمز والاستهزاء وقهقهة الضحك والتدخل فيما لا يعني " وهل يكب الناس في النار على مناخرهم يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم" (١).
وقال أبو الليث السمرقندي : لا بأس أن يقرأ الجنب والحائض أقل من آية واحدة كما أنه لا بأس أن تقرأ الآية التي فيها دعاء بنية الدعاء.
ويروى عن الإمام الشافعي (٢) في قوله القديم أنه كان يجيز للحائض أن تقرأ القرآن خشية النسيان.
٤١- نعتت أم سلمة (٣) رضي الله عنها قراءة النبي ﷺ فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا.
أخرجه أبو داؤد والنسائي والترمذي وقال حسن صحيح
القراءة المفسرة حرفا حرفا هي إخراج كل حرف من مخرجه الصحيح وهي أساس قواعد التجويد. روى البيهقي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما :" من قرأ القرآن فأعرب في

(١) أخرجه الترمذي وصححه ابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه سأل رسول الله ﷺ أنؤاخذ بما نقول فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب.. الحديث.
(٢) هو محمد بن إدريس الشافعي المطلبي أحد الأئمة الأربعة المجتهدين اعتبره أغلب العلماء المجدد على رأس المائتين بعد الهجرة توفي سنة ٢٠٤ هـ وله ٥٤ سنة.
(٣) أم المؤمنين هند بنت أبي أمية بن المغيرة كانت زوج ابن عمها أبو سلمة فمات عنها فتزوجها رسول الله ﷺ سنة ٤هـ وكانت ممن أسلم وهاجر إلى الحبشة ماتت سنة ٥٩ هـ.


الصفحة التالية
Icon