متفق عليه
يستدل من هذا الحديث استحباب سماع القرآن من الغير بشرط الإنصات والتدبر قال الله تعالى : وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْءَانُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (١) وقال :﴿ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ﴾ (٢).
والبكاء لقراءة القرآن سنة وهو نتيجة لتدبر القرآن وخشية الله. قال تعالى :﴿ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ (٣) وفي الحديث الشريف :" عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله" (٤).
قال أبو سعيد الخراز (٥) : إذا كان العبد مجموعا على الله تعالى لا ينصرف منه جارحة إلى غير الله عز وجل فعندها تقع له حقائق الفهم عند تلاوة كتاب الله عز وجل ( الذي ليس مع الخلق ). أي أن العبد إذا ركز فكره وجميع حواسه في فهم كلام الله تعالى أعطاه الله فهما أصيلا لكلامه خاصا به دون غيره من الناس.
٥٠- عن سعد بن أبي وقاص (٦) رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(٢) سورة النساء الآية ٨٢.
(٣) سورة الزمر الآية ٢٣.
(٤) رواه أبو يعلي وأشر له السيوطي بالصحة في الجامع الصغير ورواه الترمذي بلفظ مختلف.
(٥) مرت ترجمه في الهامش ٣ الباب الرابع.
(٦) هو سعد بن مالك بن أهيب الزهري أحد العشرة المبشرين بالجنة كان أول من رمى بسهم في سبيل الله وأحد الستة الشورى بعد وفاة عمر كان مستجاب الدعوة كان قائد فتح العراق ومات سنة ٥٥ هـ.