- كما أن سياق الآية يؤكد صحة هذا القول وذلك في قوله تعالى: -ayah text-primary">﴿ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾.
أما القول الثاني والذي ذكره الماوردي في معنى الابتهال فهو داخل في معنى القول الأول.
*... *... *
قوله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: ١٠٣].
[المراد بحبل الله في قوله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ﴾ ]
" قول أبي عبيد:
... ساق أبو عُبيد - رحمه الله - حديثاً بسنده عن عبدالله بن مسعود قال: (إن هذا الصراط محتضر، تحضره الشياطين، يقولون: هَلُمَّ يا عبدالله؛ ليصدوا عن سبيل الله، فعليكم بكتاب الله فإنه حبل الله) (١).
... قال أبو عُبيد: أراد عبدالله بقوله: (فإنه حبل الله) قول الله تبارك وتعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ﴾ (٢).
... وقال أبو عُبيد - رحمه الله - في موضع آخر:
... في حديث عبدالله - رحمه الله -: (عليكم بحبل الله فإنه كتاب الله)، قوله: عليكم بحبل الله، نراه أراد تأويل قوله: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ يقول: فالاعتصام بحبل الله هو: ترك الفُرقة، واتباع القرآن(٣).

(١) أخرجه البيهقي في سننه: (٢٠٢٥)، والدارمي في سننه: ٢/٤٣٣، وابن الضريس في فضائل القرآن: ص ٧٤، قال زهير الشاويش: إسناده صحيح، انظر حاشية زاد المسير: ص ٢١٤.
(٢) فضائل القرآن لأبي عبيد: ص ٧٥.
(٣) غريب الحديث لأبي عبيد: ٢/٢١٩.


الصفحة التالية
Icon