أقوال أبي عبيد القاسم بن سلام في التفسير

... بيّن أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم أن المراد بالصعيد في قوله تعالى: ﴿ فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ﴾ : التراب.
... وبه قال الشافعي؛ جاء في أحكام القرآن: (ولا يقع اسم صعيد إلا على تراب ذي غبار) (١).
... وروي عن قتادة أن المراد بالصعيد: الأرض الملساء التي ليس فيها شجر ولا نبات(٢).
... وروي عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم أن المراد بالصعيد: الأرض المستوية(٣).
... وذهب كثير من المفسرين وأئمة اللغة إلى أن المراد بالصعيد: وجه الأرض؛ فبه قال البخاري، والطبري، والنحاس، والبيضاوي، وابن عاشور(٤).
النتيجة:
... الظاهر - والله أعلم - أن أقرب الأقوال للصواب هو قول من قال إن المراد بالصعيد: وجه الأرض؛ لأن هذا القول يعضده الاشتقاق وهو صريح اللغة(٥).
... يقول النحاس - رحمه الله -: (والصعيد في اللغة: وجه الأرض، كان عليه تراب أو لم يكن، والدليل على هذا قوله عز وجل: ﴿ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا ﴾ [الكهف: ٤٠]، وإنما سمي صعيداً لأنه نهاية ما يصعد إليه من الأرض) (٦).
... ويقول الزجاج: (لا أعلم بين أهل اللغة اختلافاً في أن الصعيد وجه الأرض) (٧).
*... *... *