قول الله تعالى: ﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا ﴾ ألا ترى أنهم قد يعقلون أمر الدنيا ويبصرون بها ويسمعون؟ إلا أنّ معناها في التفسير أمر الآخرة(١).
" الدراسة:
ذهب أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم إلى أن المراد بقوله تعالى: ﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا ﴾ أي: لا يفقهون ولا يبصرون ولا يسمعون أمر الآخرة، فصاروا بترك استعمال القلوب في فقه الحق، والعيون في إبصار الرشد، والآذان في سماع الوعظ بمثابة من عَدِمها(٢).
وقد وافقه في هذا القول كثير من المفسرين منهم: الطبري، والماوردي، وابن الجوزي، وابن كثير، والبيضاوي(٣).
يقول ابن الجوزي: (أراد بهذا كله أمر الآخرة، فإنهم يعقلون أمر الدنيا) (٤).

(١) غريب الحديث لأبي عبيد: ١/٤٢٧.
(٢) انظر: النكت والعيون للماوردي: ٢/٢٨١.
(٣) انظر: جامع البيان للطبري: ٦/١٣٠، والنكت والعيون للماوردي: ٢/٢٨١، وزاد المسير لابن الجوزي: ص٥٣٠، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير: ٣/٥١٣، وأنوار التنزيل للبيضاوي: ٣/٧٦.
(٤) زاد المسير لابن الجوزي: ص ٥٣٠، ونسبه لمحمد بن القاسم النحوي.


الصفحة التالية
Icon