... وبناء على هذا يتبين أن أبا عبيد كان من الأئمة المجتهدين اجتهاداً مطلقاً، ولم يلتزم مذهباً معيناً(١).
*... *... *
المطلب السابع
مكانته العلمية
... نال أبو عبيد القاسم بن سلاّم شهرة عظيمة في حياته وبعد مماته، وترك الناس وهم يلهجون بالثناء عليه ويمدحونه، ويصفونه بالورع والتُّقى، والفضل وحسن السيرة، واتساع العلم، والتفنن في التأليف، والاجتهاد والتبحّر في علوم عصره، فهو الإمام، الحافظ، المحدث، المفسّر، المقرئ، الفقيه، القاضي، المجتهد، اللغوي، النحوي، الإخباري.
... يقول عنه أحمد بن حنبل: (أبو عبيد أستاذ، وهو يزداد كل يوم عندنا خيراً) (٢).
... وسئل عنه أبو داود سليمان بن الأشعث فقال: (هو ثقة مأمون) (٣).
... وسئل يحيى بن معين عن الكتابة عن أبي عبيد والسماع منه فقال: (مثلي يُسأل عن أبي عبيد؟ّ أبو عبيد يُسأل عن الناس! لقد كنت عند الأصمعي إذ أقبل أبو عبيد، فقال: أترون هذا المقبل؟ فقالوا: نعم، قال: لن يضيع الناس ما حييَ هذا المقبل) (٤).
... وقال عنه إبراهيم الحربي: (رأيت أبا عبيد القاسم بن سلام ما مثّلْتُه إلا بجبل نفخ فيه الروح) (٥).
... وقال عنه الدارقطني(٦): (ثقة، إمام، جبل) (٧).

(١) انظر: الفتاوى لابن تيميَّة: ٢٠/٤٠، وبداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد: ٢/٣٧٩.
(٢) انظر: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: ١٢/٤١٤، وإنباه الرواة للقفطي: ٣/٢١.
(٣) انظر: تهذيب التهذيب لابن حجر: ٨/٣١٦.
(٤) انظر: غاية النهاية لابن الجزري: ٢/١٨.
(٥) انظر: وفيات الأعيان لابن خلّكان: ٤/٦١.
(٦) هو: علي بن عمر البغدادي الدارقطني، أبو الحسن، الإمام، الحافظ، المجود، شيخ الإسلام، كان من بحور العلم، توفي سنة (٣٨٥هـ).
... انظر ترجمته: السير للذهبي: ١٦/٤٤٩. وغاية النهاية لابن الجزري: ١/٥٥٨.
(٧) انظر: السير للذهبي: ١٠/٥٠٤.


الصفحة التالية
Icon