- معرفته الكبيرة بأحاديث الرسول ﷺ وفهمه لمعانيها مما أوصله لدفع موهم التعارض بين القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم(١).
- جمعه بين الأقوال المتعددة الواردة في تفسير الآية بعبارة موجزة تجمع هذه الأقوال(٢).
وغير هذا من المميزات التي تبين وتبرز القيمة الكبيرة لأقواله - رحمه الله - في التفسير.
*... *... *
أثره فيمن بعده
المطلب الحادي عشر
أثره فيمن بعده
... ترك أبو عبيد القاسم بن سلام وراءه ثروة علمية ضخمة من المصنفات والأقوال في القرآن الكريم وعلومه، والحديث الشريف، والفقه، واللغة، والأمثال، والأنساب، وما من مشتغل بالتراث إلا وهو مغترف من بحر علم أبي عبيد ومستفيد من مصنفاته وأقواله.
... وفي مجال التفسير فقد انتفع من أقواله في التفسير خلق كثير، وفيما يلي ذِكْرٌ لأبرز المفسرين والعلماء الذين نصّوا على استفادتهم ونقلهم عن أبي عبيد القاسم بن سلام:
١ - أبو جعفر النحاس(٣)

(١) من ذلك دفعه لموهم التعارض بين قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ [النساء: ٣٢] وقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا تمنّى أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه). انظر: أقوال أبي عبيد في سورة النساء.
(٢) من ذلك ما جاء عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ﴾ [المعارج: ١٩] قال: روي عن الحسن في قوله: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ﴾ قال: بخيلاً بالخير، ويروى عن عكرمة في قوله: ﴿ هَلُوعًا ﴾ قال: ضجوراً، ثم عقّب بقوله: وقد يكون البخل والضجر من الجزع. انظر: أقوال أبي عبيد في سورة المعارج.
(٣) هو: أحمد بن محمد بن إسماعيل المرادي، أبو جعفر، المعروف بالنحَّاس، النحوي، من أهل العلم والفضل، رحل إلى بغداد وأخذ من علمائها، وصنّف كتباً كثيرة؛ منها معاني القرآن، وإعراب القرآن، توفي سنة (٣٣٨هـ).
... انظر ترجمته: البداية والنهاية لابن كثير: ١١/٢٢٢. وبغية الوعاة للسيوطي: ٢/٣٦٢.


الصفحة التالية
Icon