قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴾ [البقرة: ٤٩].
[المراد بـ ﴿ يَسُومُونَكُمْ ﴾ في قوله تعالى: ﴿ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ﴾ ].
" قول أبي عبيد:
... قال ابن حجر - رحمه الله -:
... (... وقال غيره يسومونكم: يولونكم(١)، هو بضم أوله وسكون الواو، والغير المذكور هو أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم، ذكره كذلك في الغريب المصنف(٢)، وكذا قال أبو عُبيدة مَعْمَر بن المثنَّى في المجاز، ومنه قول عمرو بن كلثوم(٣):
إذا ما الملْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفاً...... أبَيْنَا أنْ نُقرَّ الخَسْفَ فيْنَا
... ويحتمل أن يكون السوم بمعنى الدوام، أي يديمون تعذيبكم، ومنه سائمة الغنم لمداومتها الرعي.
... وقال الطبري: معنى يسومونكم: يوردونكم أو يذيقونكم أو يولونكم(٤)(٥).
" مجمل الأقوال الواردة في المسألة:
١ - يسومونكم أي: يولونكم.
٢ - يسومونكم أي: يجشمونكم الأعمال الشاقة (يذيقونكم).
٣ - يسومونكم أي: يزيدونكم على سوء العذاب، ومنه مساومة البيع(٦).
" الدراسة:

(١) هذا من كلام البخاري - رحمه الله - فبعد ذكره لتفسير بعض التابعين لمفردات في الآية وكان آخر من ذكر أبو العالية قال: وقال غيره... ، فبيَّن ابن حجر أن المراد بهذا الغير أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم. انظر: صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ ﴾.
(٢) لم أقف عليه.
(٣) ديوان عمرو بن كلثوم: ص ٩٠، جمع وتحقيق د. إميل يعقوب، دار الكتاب العربي.
(٤) جامع البيان للطبري: ١/٣٠٩.
(٥) فتح الباري لابن حجر: ٨/١٦٢.
(٦) انظر: النكت والعيون للماوردي: ١/١١٨.


الصفحة التالية
Icon