(١).
النتيجة:
... الذي يظهر - والله أعلم - أن جميع الأقوال محتملة وصحيحة في بيان معنى الآية، فاللفظ محتمل لها، واللغة تشهد لصحتها(٢).
... يقول الألوسي(٣): (والمعنى: يولونكم أو يكلفونكم الأعمال الشاقة والأمور الفظيعة، أو يرسلونكم إليها ويصرفونكم فيها، أو يبغونكم سوء العذاب...) (٤).
*... *... *
قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴾ [البقرة: ٧٢].
[معنى ﴿ فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ﴾ ]
" قول أبي عبيد:
... قال أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم:
... (... وأما قوله: لا يدارئ ولا يمارئ، فإن المدارأة ههنا مهموز من درأت، وهي المشاغبة والمخالفة على صاحبك. ومنها قول الله عز وجل: ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ ﴾ يعني اختلافهم في القتيل) (٥).
" مجمل الأقوال الواردة في المسألة:
١ - فادارأتم فيها: أي اختلفتم في القتيل.
٢ - فادارأتم فيها: أي تدافعتم في القتل.
" الدراسة:
... بيّن أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم أن المراد بقوله تعالى: ﴿ فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ﴾ اختلاف بني إسرائيل في القتيل.

(١) انظر: المحرر الوجيز لابن عطية: ١/١٤٠، والتسهيل للكلبي: ١/٤٧، والتحرير والتنوير لابن عاشور: ٢/٤٩٢.
(٢) انظر: لسان العرب لابن منظور، مادة (سوم) ١٢/٣١٠.
(٣) هو: محمود بن عبدالله الحسيني الألوسي، ولد ببغداد سنة (١٢١٧هـ) ونشأ بها، وتقلّد الإفتاء، ثم عُزل، فتفرغ للعلم إلى أن توفي سنة (١٢٧٠هـ).
... انظر ترجمته: الأعلام للزركلي: ٧/١٧٦. ومعجم المؤلفين لرضا كحالة: ٣/٨١٥.
(٤) روح المعاني للألوسي: ١/٢٥٣. كما أن الطبري - رحمه الله - سبق إلى هذا الجمع بين هذه الأقوال كما في تفسيره: ١/٣٠٩.
(٥) غريب الحديث لأبي عبيد: ١/٢٠٢.


الصفحة التالية
Icon