قال النبي - ﷺ - :(استغفروا لأخيكم) فقال بعض القوم: يأمرنا أن نستغفر لهذا العلج يموت بأرض الحبشة!، فنزلت(¨bخ)ur مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ ں) الآية.
٤٧. قال ابن المنذر(١): حدثنا على بن عبد الرحمن بن المغيرة علان(٢)، قال: حدثنا يزيد بن مهران الخباز (٣)، قال: حدثنا أبوبكر بن عياش(٤)، عن حميد(٥)، عن أنس قال: لما جاء نعي النجاشي قال رسول الله ×:(صلوا عليه)قالوا: يا رسول الله نصلي على عبد حبشي لِلَّهِ مات، قال: فأنزل الله (¨bخ)ur مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ ں) الآية(٦).
(١) تفسير القرآن لابن المنذر٥٤١رقم (١٢٨٧).
إسناده:
(٢) علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة المخزومي، صدوق، تقدم في الأثر (٤٢).
(٣) يزيد بن مهران الأسدي أبوخالد الخباز الكوفي، صدوق، من العاشرة، مات سنة تسع وعشرين، روى له النسائي. قال أبوحاتم: صدوق وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يغرب. انظر: التقريب٦٠٥رقم (٧٧٨٤)، الجرح والتعديل٩/٢٩٠رقم (١٢٤٢)، تهذيب الكمال٣٢/٢٥٢رقم (٧٠٥٦)، الكاشف٢/٣٩٠رقم (٦٣٦٠).
(٤) أبوبكر بن عياش، ابن سالم الأسدي، ثقة عابد، إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح، تقدم في الأثر (٢٣).
(٥) حميد بن أبي حميد الطويل، أبوعبيدة البصري، ثقة مدلس، تقدم في الأثر (٢٥).
الحكم على الإسناد:
فيه حميد وهومدلس وقد عنعن.
(٦) تخريجه:
أخرجه النسائي في السنن الكبرى عن عمروبن منصور، عن يزيد بن مهران به، بمثله، عن أنس. انظر السنن الكبرى/ باب قوله( إن في خلق السموات والأرض) ٦/٣١٩حديث (١١٠٨٨).
والطبراني في الأوسط عن إبراهيم، عن أبيه، عن مؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، بنحوه، عن أنس. انظر المعجم الأوسط٣/١٢٠حديث (٢٦٦٧).
وابن عبد البر في التمهيد، عن خلف بن قاسم، عن ابن الورد عبد الله بن جعفر، عن عبدوس بن دورويه الدمشقي، عن المسيب بن واضح، عن معتمر بن سليمان، عن حميد، بنحوه، عن أنس. انظر التمهيد٦/٣٣٠.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال الطبراني ثقات. ٣/٣٨.
وأورده السيوطي في الدر وعزاه إلى النسائي والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، بنحوه، عن أنس. انظر الدر المنثور٢/٢٠٠، فتح القدير١/٤١٥.
وقال ابن كثير: رواه ابن مردويه من طرق عن حميد، بنحوه، عن أنس.
أقوال الصحابة:
١- قيل: إنها نزلت في النجاشي وذلك لما مات نعاه جبريل - عليه السلام - فقال النبي - ﷺ - ( قوموا فصلوا على أخيكم النجاشي) فقال بعضهم لبعض: يأمرنا أن نصلي على علج من علوج الحبشة. فأنزل الله هذه الآية. روي هذا عن ابن عباس وجابر بن عبد الله وأنس وأبي سعيد الخدري وروى الحاكم في المستدرك عن الزبير أنه قال: وفيه نزلت (¨bخ)ur مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ ں) الآية.
انظر المحرر الوجيز١/٥٥٩، البحر المحيط٣/١٥٥، تفسير البغوي١/٣٨٨، زاد المسير١/٥٣٢، روح المعاني ٤/١٧٣، المستدرك للحاكم٢/٣٢٩حديث (٣٠٧٥)، تفسير ابن كثير٢/١٧٥، المعجم الأوسط٥/٥١حديث (٤٦٤٥).
٢- قال ابن عباس فيما رواه عنه أبوصالح: إنها في مؤمني أهل الكتاب من اليهود والنصارى. انظر البحر المحيط٣/١٥٥، زاد المسير١/٥٣٣.
وقد رجح ابن جرير قول من قال: (أنها في مسلمة أهل الكتاب فلم يخصص منهم النصارى دون اليهود ولا اليهود دون النصارى). ثم قال:( فإن قال قائل فما أنت قائل في الخبر الذي رويت عن جابر وغيره أنها نزلت في النجاشي وأصحابه؟ قيل ذلك خبر في إسناده نظر، ولوكان صحيحا لا شك فيه لم يكن لما قلنا في معنى الآية بخلاف، وذلك أن جابرا ومن قال بقوله إنما قالوا نزلت في النجاشي وقد تنزل الآية في الشيء ثم يعم بها كل من كان في معناه، فالآية وإن كانت نزلت في النجاشي فإن الله تبارك وتعالى قد جعل الحكم الذي حكم به للنجاشي حكما لجميع عباده الذين هم بصفة النجاشي في اتباعهم رسول الله - ﷺ - والتصديق بما جاءهم به من عند الله بعد الذي كانوا عليه قبل ذلك من اتباع أمر الله فيما أمر به عباده في الكتابين التوراة والإنجيل). انظر تفسير الطبري٤/٢٧٢.
قلت: وقد ذكر ابن تيمية أن أكثر العلماء على أن هذه الآية نزلت في النجاشي ونحوه ممن آمن بالنبي - ﷺ - ولم تمكنه الهجرة إلى الرسول ولا العمل بشرائع الإسلام، وذكر أن طائفة من العلماء ذهبت إلى أنها نزلت فيمن كان على دين المسيح إلى أن بعث الله محمد - ﷺ - فآمن به.
وذكر أن طائفة أخرى ذهبت إلى أنها نزلت في مؤمني أهل الكتاب كلهم.
ثم قال:( والقول الأول أجود فإن من آمن بمحمد - ﷺ - وأظهر الإيمان وهومن أهل دار الإسلام يعمل بما يعمله المسلمون ظاهراً وباطناً، فهذا من المؤمنين. وإن كان قبل ذلك مشركاً يعبد الأوثان، فكيف إذا كان كتابياً وهذا مثل عبد الله بن سلام وسلمان الفارسي وغيرهما، وهؤلاء لا يقال: إنهم من أهل الكتاب، كما لا يقال في المهاجرين والأنصار أنهم من المشركين وعباد الأوثان ولا ينكر أحد من المنافقين ولا غيرهم أن يصلي على واحد منهم بخلاف من هوفي الظاهر منهم وفي الباطن من المؤمنين، وفي بلاد النصارى من هذا النوع خلق كثير يكتمون إيمانهم إما مطلقاً وإما يكتمونه عن العامة ويظهرونه لخاصتهم وهؤلاء قد يتناولهم قوله: (¨bخ)ur مِنْ أَهْلِ الْكِتَابُ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ ں) الآية. دقائق التفسير لابن تيمية١/٣١٧.
إسناده:
(٢) علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة المخزومي، صدوق، تقدم في الأثر (٤٢).
(٣) يزيد بن مهران الأسدي أبوخالد الخباز الكوفي، صدوق، من العاشرة، مات سنة تسع وعشرين، روى له النسائي. قال أبوحاتم: صدوق وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يغرب. انظر: التقريب٦٠٥رقم (٧٧٨٤)، الجرح والتعديل٩/٢٩٠رقم (١٢٤٢)، تهذيب الكمال٣٢/٢٥٢رقم (٧٠٥٦)، الكاشف٢/٣٩٠رقم (٦٣٦٠).
(٤) أبوبكر بن عياش، ابن سالم الأسدي، ثقة عابد، إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح، تقدم في الأثر (٢٣).
(٥) حميد بن أبي حميد الطويل، أبوعبيدة البصري، ثقة مدلس، تقدم في الأثر (٢٥).
الحكم على الإسناد:
فيه حميد وهومدلس وقد عنعن.
(٦) تخريجه:
أخرجه النسائي في السنن الكبرى عن عمروبن منصور، عن يزيد بن مهران به، بمثله، عن أنس. انظر السنن الكبرى/ باب قوله( إن في خلق السموات والأرض) ٦/٣١٩حديث (١١٠٨٨).
والطبراني في الأوسط عن إبراهيم، عن أبيه، عن مؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، بنحوه، عن أنس. انظر المعجم الأوسط٣/١٢٠حديث (٢٦٦٧).
وابن عبد البر في التمهيد، عن خلف بن قاسم، عن ابن الورد عبد الله بن جعفر، عن عبدوس بن دورويه الدمشقي، عن المسيب بن واضح، عن معتمر بن سليمان، عن حميد، بنحوه، عن أنس. انظر التمهيد٦/٣٣٠.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال الطبراني ثقات. ٣/٣٨.
وأورده السيوطي في الدر وعزاه إلى النسائي والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، بنحوه، عن أنس. انظر الدر المنثور٢/٢٠٠، فتح القدير١/٤١٥.
وقال ابن كثير: رواه ابن مردويه من طرق عن حميد، بنحوه، عن أنس.
أقوال الصحابة:
١- قيل: إنها نزلت في النجاشي وذلك لما مات نعاه جبريل - عليه السلام - فقال النبي - ﷺ - ( قوموا فصلوا على أخيكم النجاشي) فقال بعضهم لبعض: يأمرنا أن نصلي على علج من علوج الحبشة. فأنزل الله هذه الآية. روي هذا عن ابن عباس وجابر بن عبد الله وأنس وأبي سعيد الخدري وروى الحاكم في المستدرك عن الزبير أنه قال: وفيه نزلت (¨bخ)ur مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ ں) الآية.
انظر المحرر الوجيز١/٥٥٩، البحر المحيط٣/١٥٥، تفسير البغوي١/٣٨٨، زاد المسير١/٥٣٢، روح المعاني ٤/١٧٣، المستدرك للحاكم٢/٣٢٩حديث (٣٠٧٥)، تفسير ابن كثير٢/١٧٥، المعجم الأوسط٥/٥١حديث (٤٦٤٥).
٢- قال ابن عباس فيما رواه عنه أبوصالح: إنها في مؤمني أهل الكتاب من اليهود والنصارى. انظر البحر المحيط٣/١٥٥، زاد المسير١/٥٣٣.
وقد رجح ابن جرير قول من قال: (أنها في مسلمة أهل الكتاب فلم يخصص منهم النصارى دون اليهود ولا اليهود دون النصارى). ثم قال:( فإن قال قائل فما أنت قائل في الخبر الذي رويت عن جابر وغيره أنها نزلت في النجاشي وأصحابه؟ قيل ذلك خبر في إسناده نظر، ولوكان صحيحا لا شك فيه لم يكن لما قلنا في معنى الآية بخلاف، وذلك أن جابرا ومن قال بقوله إنما قالوا نزلت في النجاشي وقد تنزل الآية في الشيء ثم يعم بها كل من كان في معناه، فالآية وإن كانت نزلت في النجاشي فإن الله تبارك وتعالى قد جعل الحكم الذي حكم به للنجاشي حكما لجميع عباده الذين هم بصفة النجاشي في اتباعهم رسول الله - ﷺ - والتصديق بما جاءهم به من عند الله بعد الذي كانوا عليه قبل ذلك من اتباع أمر الله فيما أمر به عباده في الكتابين التوراة والإنجيل). انظر تفسير الطبري٤/٢٧٢.
قلت: وقد ذكر ابن تيمية أن أكثر العلماء على أن هذه الآية نزلت في النجاشي ونحوه ممن آمن بالنبي - ﷺ - ولم تمكنه الهجرة إلى الرسول ولا العمل بشرائع الإسلام، وذكر أن طائفة من العلماء ذهبت إلى أنها نزلت فيمن كان على دين المسيح إلى أن بعث الله محمد - ﷺ - فآمن به.
وذكر أن طائفة أخرى ذهبت إلى أنها نزلت في مؤمني أهل الكتاب كلهم.
ثم قال:( والقول الأول أجود فإن من آمن بمحمد - ﷺ - وأظهر الإيمان وهومن أهل دار الإسلام يعمل بما يعمله المسلمون ظاهراً وباطناً، فهذا من المؤمنين. وإن كان قبل ذلك مشركاً يعبد الأوثان، فكيف إذا كان كتابياً وهذا مثل عبد الله بن سلام وسلمان الفارسي وغيرهما، وهؤلاء لا يقال: إنهم من أهل الكتاب، كما لا يقال في المهاجرين والأنصار أنهم من المشركين وعباد الأوثان ولا ينكر أحد من المنافقين ولا غيرهم أن يصلي على واحد منهم بخلاف من هوفي الظاهر منهم وفي الباطن من المؤمنين، وفي بلاد النصارى من هذا النوع خلق كثير يكتمون إيمانهم إما مطلقاً وإما يكتمونه عن العامة ويظهرونه لخاصتهم وهؤلاء قد يتناولهم قوله: (¨bخ)ur مِنْ أَهْلِ الْكِتَابُ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ ں) الآية. دقائق التفسير لابن تيمية١/٣١٧.