وقيل كان عمره مقدم رسول الله - ﷺ - ثمان سنين، فعن سعيد بن المسيب قال: قال أنس: قدم رسول الله - ﷺ - المدينة وأنا ابن ثمان سنين، فذهبت بي أمي إليه فقالت: يا رسول الله إن رجال الأنصار ونساءهم قد أتحفوك وإني لم أجد ما أتحفك به إلا ابني هذا فاقبله مني يخدمك ما بدا لك، قال: فخدمت رسول الله - ﷺ - عشر سنين(١).
وقد نشأ أنس في كنف النبي - ﷺ - منذ أن تشرف بخدمته إلى أن توفي، إضافة إلى أنه من أسرة مسلمة صالحة.
وقد كان لنشأته في بيت النبوة أثرٌ كبير في حياته، كما كان له أثرٌ على الناحية السلوكية والعلمية كما سيأتي.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاءت بي أمي إلى النبي - ﷺ - وأنا غلام فقالت: يا رسول الله، أنيس ادع الله له، فقال النبي - ﷺ - : اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة. قال: فقد رأيت اثنتين وأنا أرجو الثالثة(٢).

(١) تقدم تخريجه ص٥.
(٢) أخرجه البخاري/ كتاب الدعوات/ باب الدعاء بكثرة الولد مع البركة٥/٢٣٤٥حديث (٦٠١٨)، باب دعوة النبي - ﷺ - لخادمه بطول العمر وبكثرة ماله٥/٢٣٣٦حديث (٥٩٨٤)، باب الدعاء بكثرة المال والولد مع البركة٥/٢٣٤٤حديث (٦٠١٧)، ومسلم/ كتاب فضائل الصحابة/ باب من فضائل أنس بن مالك٤/١٩٢٩حديث (٢٤٨١).


الصفحة التالية
Icon