وإن من أصح طرق التفسير، تفسير القرآن بالقرآن، ثم تفسير القرآن بالسنة، " فإذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعنا في ذلك إلى تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضوان الله عليهم فهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرائن والأحوال التي اختصوا بها ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح والعمل الصالح "(١).
ولأقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير مكانة عظيمة؛ فالوقوف عليها من أسلم الطرق الموصلة إلى فهم كتاب الله.
وقد جُمعت تفاسير كبار مفسري الصحابة، وبقي عدد لم تُجمع أقوالهم، ومنهم الصحابي الجليل أنس ابن مالك رضي الله عنه.
فآثرت بعد الاستعانة بالله وحده أن أقوم بجمع الأقوال التفسيرية المروية عن أنس رضي الله عنه، وأتقدم بها لأجعلها موضوعاًً لرسالة الماجستير إن شاء الله تعالى.
أهمية الموضوع وأسباب اختياره:
إن من أجل النعم التي أنعم الله بها على عباده نعمة إنزال القرآن الكريم نوراً وبرهاناً للناس قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴾ (٢).
وأخبر سبحانه أنه إنما أنزله ليتدبره العباد ولينتفعوا بما فيه من الآيات قَالَ تَعَالَى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (٢٩) ﴾ (٣).
وإن من أصح الطرق في فهم كتاب الله العزيز الوقوف على أقوال الصحابة رضي الله عنهم إذا لم نجد ذلك في القرآن ولا في السنة. ويتضح أهمية الرجوع إلى أقوالهم بما يلي:
١- أن الصحابة رضي الله عنهم اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه - ﷺ -، فلهم الميزة في السبق والفضل والإيمان، وقد أثنى الله عليهم في عدة مواضع من كتابه الكريم، قال تعالى:

(١) مقدمة التفسير لابن تيمية /٨٧.
(٢) سورة النساء، الآية: ١٧٤..
(٣) سورة ص، الآية: ٢٩.


الصفحة التالية
Icon