وجاء عنه أنه قال: إنه ليمنعني أن أحدثكم حديثاً كثيراً أن النبي - ﷺ - قال: (من تعمد علي كذباً فليتبوأ مقعده من النار) (١).
وروى ثابت أن بني أنس قالوا لأبيهم: يا أبانا ألا تحدثنا كما تحدث الغرباء قال: أي بني إنه من يكثر يهجر(٢).
وبلغ به الورع والحذر من الخطأ في الرواية في آخر حياته إلى الامتناع في كثير من الأحيان عن التحديث، وإذا سئل عن مسألة أحال السائل على بعض تلاميذه من علماء التابعين. فقد سُئل يوماً عن مسألة فقال: عليكم بالحسن فاسألوه فإنه حفظ ونسينا(٣).
قلت: ومع حرص أنس على الإقلال من الحديث عن رسول الله - ﷺ - إلا أنه كان يعد من المكثرين في رواية الحديث، "وهومعدود من أصحاب الألوف في مسند بقي بن مخلد وقد بلغ مجموع ما رواه أنس ألفين ومائتين وستة وثمانين حديثاً"(٤).
أخرج له الشيخان ثلاثمائة وثمانية عشر حديثاً اتفقا على مائة وثمانية وستين وانفرد البخاري بثمانين، ومسلم بسبعين، وخرج عنه أصحاب المسانيد والسنن كلها(٥).
ومن أصح أسانيد أنس، مالك بن أنس عن الزهري عنه. ومن أوهاها داود بن المحبر بن قحذام، عن أبيه، عن أبان بن عياش عنه(٦).

(١) أخرجه البخاري / كتاب العلم/ باب إثم من كذب على النبي - ﷺ - ١/٥٢حديث (١٠٨)، ومسلم/ باب تغليظ الكذب على رسول الله - ﷺ - ١/١٠حديث (٢).
(٢) الطبقات لابن سعد٧/٢٢.
(٣) انظر: سير أعلام النبلاء٤/٥٧٣، وتهذيب التهذيب٢/٢٣١.
(٤) تهذيب الأسماء١/١٣٧.
(٥) الرياض المستطابة٣٧.
(٦) معرفة علوم الحديث١/٥٥-٥٧.


الصفحة التالية
Icon