إضافة إلى هذا أن هذا الموضوع فيه جمع لمتفرق، فهويجمع تلك الأقوال المروية عن أنس - رضي الله عنه - في التفسير في سفر واحد.
أما أسباب اختياري لهذا الموضوع وتوجهي إليه، فإنها تكمن في جوانب متعددة من أهمها:
أولاً: من حيث المفسرُ ذاته، فهوصاحب وخادم رسول الله - ﷺ -، فقد صحبه أتم الصحبة ولازمه أكمل الملازمة منذ أن هاجر - ﷺ - وإلى أن مات.
فعن ثابت البناني قال أنس - رضي الله عنه - :(يا أبا محمد خذ عني، فإني أخذت عن رسول الله - ﷺ - وأخذ رسول الله × عن الله، ولن تأخذ عن أحد أوثق مني)(١).
وكان رسول الله - ﷺ - يخصه ببعض العلم.
ثانياً: مكانته - رضي الله عنه - ومنزلته فقد تربى في بيت النبوة، وكان يسمع من رسول الله - ﷺ - الشيء الكثير، وشهد الكثير من الحوادث والظروف التي نزلت فيها بعض آيات القرآن.
فعن سعيد ابن المسيب، عن أنس قال: قدم رسول الله - ﷺ - المدينة، وأنا ابن ثمان سنين، فأخذت أمي بيدي فانطلقت بي فقالت يا رسول الله لم يبق رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفتك بتحفة، وإني لاأقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا، فخذه فليخدمك ما بدا لك قال: فخدمته عشر سنين فما ضربني ولاسبني ولا عبس في وجهي(٢).
وقد طال عمره - رضي الله عنه - وكان آخر من مات من أصحاب النبي - ﷺ - بالبصرة.

(١) أخرجه الحاكم في مستدركه٣/٦٦٤حديث (٦٤٥٥)، والترمذي في سننه/ كتاب المناقب عن رسول الله - ﷺ - باب مناقب لأنس بن مالك - رضي الله عنه - ٥/٦٨٢حديث (٣٨٣١)وقال: حديث حسن غريب.
(٢) أخرجه أبويعلى مطولاً ٦/٣٠٦حديث (٣٦٢٤)، والطبراني في الصغير٢/١٠٠حديث (٨٥٦)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رواه أبويعلى والطبراني في الصغير وفيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد وهوضعيف١/٢٧٢.


الصفحة التالية
Icon