قال البخاري: قال الأصمعي: رأيت حميداً ولم يكن بطويل، ولكنه كان طويل اليدين(١).
روى عن أنس بن مالك والحسن البصري، وثابت البناني، وموسى بن أنس وغيرهم، روى عنه حماد بن سلمة ويحيى بن سعيد الأنصاري وهومن أقرانه، وحماد بن زيد، وجرير بن حازم وغيرهم(٢).
قال الذهبي: لحميد عن أنس في كتب الإسلام شيء كثير، وأظن له في الكتب الستة عنه مائة حديث (٣).
روى أبوعبيدة الحداد عن شعبة قال: لم يسمع حميد من أنس إلا أربعة وعشرين حديثاً والباقي سمعها من ثابت.
قال ابن عدي: له أحاديث كثيرة مستقيمة فأغنى لكثرة حديثه أن أذكر له شيئاً من حديثه وقد حدث عنه الأئمة، وأما ما ذكر عنه أنه لم يسمع من أنس إلا مقدار ما ذكر، وسمع الباقي من ثابت عنه فإن تلك الأحاديث يميزه من كان يتهمه أنه عن ثابت؛ لأنه قد روى عن أنس وروى عن ثابت عن أنس أحاديث فأكثر ما في بابه أن الذي رواه عن أنس البعض مما يدلسه عن أنس وقد سمعه من ثابت وقد دلس جماعة من الرواة عن مشايخ قد رأوهم(٤).
قال أحمد شاكر في تحقيقه لتفسير ابن جرير: وزعم بعضهم أنه لم يسمع من أنس إلا أحاديث قليلة وأن سائرها إنما هوعن ثابت عن أنس، ورد الحافظ ذلك رداً شديداً وقال: قد صرح حميد بسماعه من أنس بشيء كثير، وفي صحيح البخاري من ذلك جملة(٥).
وكان حميد مصلح أهل البصرة روى قريش بن أنس، عن حبيب ابن الشهيد قال: كنت جالساً على باب خالد بن برزين إذا أتاه رجل من أهل الشام فقال له إياس: إن أردت الصلح فعليك بحميد الطويل تدري ما يقول لك: يقول لك اترك شيئاً ولصاحبك مثل ذلك(٦).

(١) انظر: التعديل والتجريح٢/٥٠٢رقم (٢٥٣)، ورجال صحيح البخاري١/١٧٦.
(٢) تهذيب التهذيب٣/٣٤رقم (٦٥).
(٣) سير أعلام النبلاء٦/١٦٦.
(٤) الكامل في ضعفاء الرجال٢/٢٦٨، وتهذيب الكمال٧/٣٦٢، وسير أعلام النبلاء٦/١٦٦.
(٥) تفسير الطبري بتحقيق أحمد شاكر ٣/٢٠٤.
(٦) سير أعلام النبلاء٦/١٦٦.


الصفحة التالية
Icon