المطلب الثالث: تفسيره القرآن باللغة العربية.
المطلب الرابع: عنايتة بأسباب النزول.
المطلب الخامس: اجتهاده واستنباطه.
المطلب السادس: موقفه من أقوال أهل الكتاب.
المطلب السابع: مميزات تفسيره رضي الله عنه.
المطلب الثامن: أثر تفسير أنس بن مالك على مدرسة البصرة.
المطلب الأول: منهجه في تفسير القرآن بالقرآن وقراءاته.
(الناظر في القرآن الكريم يجد أنه قد اشتمل على الإيجاز والإطناب، وعلى الإجمال والتبيين وعلى الإطلاق والتقييد، وعلى العموم والخصوص، وما أوجز في مكان قد يبسط في مكان آخر، وما أجمل في موضع قد يبين في موضع آخر، وما جاء مطلقاً في ناحية قد يلحقه التقييد في ناحية أخرى، وما كان عاماً في آية قد يدخله التخصيص في آية آخرى)(١).
ولهذا كان أنس بن مالك - رضي الله عنه - يفسر القرآن بالقرآن أولاً إن وجد فيه بياناً لما يريد بيانه. ومن أمثلة تفسيره للقرآن بالقرآن ما روي عنه عند قوله تعالى ﴿ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ﴾ (٢) قال: توبتهم خلع الأوثان وعبادة ربهم، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة(٣) ثم قال في آية أخرى ﴿ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ﴾ (٤).
ومن تفسير القرآن بالقرآن حمل بعض القراءات على غيرها، ومما يؤيد أن القراءات مرجع مهم من مراجع تفسير القرآن بالقرآن، ما روي عن مجاهد أنه قال:( لوكنت قرأت قراءة ابن مسعود قبل أن أسأل ابن عباس - رضي الله عنه - ما احتجت أن أسأله عن كثير مما سألته عنه)(٥).

(١) التفسير والمفسرون١/٤٢.
(٢) سورة التوبة، الآية: ٥.
(٣) انظر الأثر رقم (٧٩).
(٤) سورة التوبة، الآية: ١١.
(٥) التفسير والمفسرون١/٤٦.


الصفحة التالية
Icon