وقوله أيضاً -رحمه الله-: "وفي حديث عائشة، وميمونة(١) -رضي الله عنهما- من الفقه بيان قول الله: ﴿ (#qن٩ح"yIôم$$sù النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ﴾ أن المراد به الجماع، لا المؤاكلة، ولا الاضطجاع في ثوب واحد وشبهه" ا. هـ(٢)
ثالثاً : استنباط الحكم الفقهي من الآية مباشرة، ومن الأمثلة على ذلك:
قول ابن بطال- رحمه الله-: "وقد أمر الله بالمحافظة على الصلوات بقوله تعالى:
﴿ (#qفàدے"xm عَلَى دN¨uqn=¢ء٩$# ﴾ ومن تمام محافظتها صلاتها جماعة" ا. هـ(٣)
وقوله أيضاً - رحمه الله -: "قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ "خژyIô±tƒ لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ ×ûüخg-B ﴾ (لقمان: ٦). فدلت الآية: على أن الغناء، وجميع اللهو إذا شغل عن طاعة الله وعن ذكره فهو مُحرَّم،.. ودلت أيضاً على أن اللهو إذا كان يسيراً لا يشغل عن طاعة الله ولا يصد عن ذكره أنه غير مُحرَّم، ألا ترى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أباح للجاريتين يوم العيد الغناء في بيت عائشة -رضي الله عنها- من أجل العيد، كما أباح لعائشة - رضي الله عنها - النظر إلى لعب الحبشة في المسجد وهو يسترها وهي تنظر إليهم حتى شبعت وقال لها: حسبك.
وقال - عليه السلام - لعائشة - رضي الله عنها - حين حضرت زفاف امرأة إلى رجل من الأنصار: "يا عائشة ما كان معكم لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو".
فدلت هذه الآثار على ما دلت عليه الآية من أن يسير الغناء واللهو الذي لا يصد عن ذكر الله وطاعته مباح" ا. هـ(٤)
(٢) انظر: الموضع رقم (١٠)، والموضع رقم (٤٤).
(٣) انظر: الموضع رقم (١٥).
(٤) انظر: الموضع رقم (١٠٥).
ثانياً: حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- يجاب عنه: إما أنه مؤول ببيضة الحديد وحبل السفن، وهذه قيمتها تتجاوز الربع دينار، وإما أن هذا وسيلة إلى التدرج في السرقة من القليل إلى الكثير الذي يجب القطع فيه( )، وإما أن يكون خرج مخرج التحذير بالقليل عن الكثير( ).
وبهذا يتضح أن القول الثاني هو الأولى بالصواب. والله أعلم.
؟ ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟•؟•؟؟؟؟ ؟ •؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ (المائدة: ٦٧).
٤١/٦ قال ابن بطال -رحمه الله-: "معنى قوله تعالى: ؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟ يريد: بلغه جهاراً وعلانية، فإن لم تفعل فما بلَّغت كل التبليغ" ا. هـ (١٠/٥٣٢).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
اختلف العلماء في معنى الأمر بالتبليغ الوارد في قوله تعالى: ؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟ على قولين:
القول الأول: إن معنى الأمر الوارد في هذه الآية، بلِّغ جميع ما أُنزِل إليك، ولا تراقبنَّ أحداً، ولا تتركنَّ شيئاً منه مخافة أن ينالك مكروه، فإن تركت منه شيئاً فما بلغت( )، وممن قال بذلك: ابن عباس - رضي الله عنهما -( ).
القول الثاني: إن معنى الأمر الوارد في هذه الآية، بلِّغ جميع ما أُنزِل إليك جهراً وعلانية؛ لأنه كان يخفيه في أول الإسلام خوفاً من المشركين، فإن لم تفعل فما بلغت كل التبليغ، وهذا الذي اختاره ابن بطال هنا( ).
والراجح أن كلا القولين صحيح والاختلاف بينهما اختلاف تنوع فقط فيكون المعنى: بلِّغ جميع ما أُنزِل إليك دون أن تترك منه شيئاً، ويكون هذا البلاغ جهاراً وعلانية.
قال ابن النحاس: ".. المعنى بلِّغ كل ما أُنزِل إليك ظاهراً.." ا. هـ.( )
١٢٧/١ قال ابن بطال - رحمه الله -: "وقوله تعالى: ﴿ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا ٣"uچtƒ ﴾ هو محمد - ﷺ - رأى جبريل - عليه السلام - في صورته التي خلقه الله عليها، له ستمائة جناح رفرفاً أخضر، سد ما بين الخافقين، ولم يره قط في صورته التي هو عليها إلا مرتين(١)، وإنما كان يراه في صورة يتشكل عليها من صور الآدميين، وأكثرها صورة دحية الكلبي(٢)" ا. هـ. (١٠/٥١١).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
ذهب ابن بطال هنا إلى أن المقصود بقوله تعالى: ﴿ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا ٣"uچtƒ ﴾ هو رؤية النبي - ﷺ - لجبريل - عليه السلام -، وهذا الذي قاله ابن بطال قول غريب لم أجد - على حد علمي - من قال به من المفسرين، والذي جعله يقع في هذا - والعلم عند الله - هو أن الآية التي قبل هذه الآية، والآية التي بعدها يرجع الضمير فيهما إلى جبريل - عليه السلام - على قولٍ؛ فكان هذا هو السبب في أن ابن بطال قال بما قال به.
(٧/٣٣٢٦).
(٢) هو: دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة الكلبي، صحابي مشهور، شهد أُحُداً وما بعدها، ولم يشهد بدراً، كان يُضرب به المثل في حسن الصورة، وكان جبريل يأتي في صورته إلى النبي - ﷺ - أحياناً، وهو الذي بعثه رسول الله - ﷺ - إلى قيصر في الهدنة سنة ست من الهجرة، مات آخر خلافة معاوية - رضي الله عنه-. ا. هـ.
انظر: الاستيعاب (٢١٧)، وأسد الغابة (٢/١٥٨).