٢. شرح لامية العرب، للشنفري، برلين ٧٤٠٨ (١).
٣. شرح بانت سعاد لكعب بن زهير، برلين ٧٤٨٩ (٢).
٤. مجموعة حِكَم لعلي - رضي الله عنه -، باريس ٣ / ٣٩٧١ (٣).
٥. كتاب يشتمل على الألفاظ المشتركة بين العرب العرباء ومعانيها، مكتبة راغب باشا تركيا ١١٦٢ / ٢ (٤).
ثانياً : كتبه المفقودة (٥) :
١. أدب الكاتب............. ٢. الأمالي.
٣. الأنباز................ ٤. الأنواء.
٥. إيجاز المنطق وذخائر الحكمة....... ٦. البنون والبنات.
٧. تقويم اللسان............. ٨. التوسط.
٩. الخيل الصغير............. ١٠. الخيل الكبير.
١١. زوار العرب............. ١٢. السلاح.
١٣. غريب الحديث.......... ١٤. غريب القرآن.
١٥. فعلتُ وأفعلت............. ١٦. اللغات.
١٧. اللغات في القرآن.......... ١٨. ماسئل عنه لفظاً فأجاب عنه حفظاً. ١٩. المتناهي في اللغة............. ٢٠. المقتبس.
٢١. المقتنى................ ٢٢. الوشاح.
- - - - -

(١) ٣ ) ١ / ١٠٧.
(٢) ٤ ) ١ / ١٥٨.
(٣) ٥ ) ١ / ١٧٩.
(٤) ٦ ) نوادر المخطوطات في مكتبات تركيا، لرمضان ششن ؛ بواسطة ابن دريد حياته وتراثه اللغوي والأدبي ٦٦.
(٥) ١ ) انظر إليها منثورة في : الجمهرة ٢ / ٧٨٥ و ٢ / ٨٨٨ ؛ و فهرست ابن النديم ٩١ ؛ وفهرست ابن خير الإشبيلي ٣٢٦ ؛ وأمالي القالي ٢ / ٤٦ ؛ ومعجم الأدباء ٧ / ٥٨٤ ؛ وهدية العارفين ٦ / ٣٢ ؛ وأعلام الزركلي ٦ / ٣١٠.

أُجيب : أن هذا احتمال غير وارد، بل ما مضى العمل عليه (١) هو الاحتمال الوارد - إن شاء الله - ؛ وما دام الأمر كذلك، فالوقوف على باب الاحتمال في مثل هذا هو الأولى.
وبعْدُ، فإن مثل هذه الملحوظات التي وُجِدَت في أثناء تفسير ابن دريد، لن تكون غاضة من مكانته، ولا صادة عن مؤلفاته، وحسبك بشهادة العلماء الأجلاء له ؛ ما يملأ القلب رضى بآرائه، وثقة بعلمه.
وبقي أن يُعْتذَر له عن تلك الأغاليط، فيُذَكّر بما علمنا من قبل : أنه من سعة حفظه كان يملي كتبه إملاء ؛ ولعل هذا هو السبب في الأوهام التي وقع فيها، عفا الله عنه.
- - - - -
(١) ١ ) الاعتبار بأن أغلب الأقوال التفسيرية المنقولة عن أبي عبيدة، عمدة الناقل فيها كتابه : مجاز القرآن.

قبل الدخول في غمرات هذا المبحث، يُفَضَّل تبيين معنى الغريب ؛ من حيث اللغةُ والاصطلاح ؛ كيما تُعرَف ماهيته، فلا يُبْعَد بالحديث فيه عن حدّه المعتبر عند ذوي الاختصاص.
فالغريب لغة : الكلام الغامض (١).
وجميع المعاني التي تجيء بها صيغ مادة :( غ ر ب ) متجانسة، بحيث إنها تلتقي في معنى البُعْد (٢).
أما في الاصطلاح فهو : تفسير ألفاظ القرآن تفسيراً لغوياً، وقد يكون مدعوماً بالشواهد العربية، وقد يكون مجرداً منها، وهو الأكثر (٣).
والسمات التي يلمحها مَن يقرأ كُتُب غريب القرآن، يجدها بعينها هنا، فيما جُمِع من تفسير ابن دريد، من حيث العنايةُ باللفظة الغريبة، والاعتمادُ في بيانها على دلالة اللفظ في العربية، والاستشهادُ للمعنى من كلام أهلها : نثراً وشعراً، وكذلك إيجاز القول في تفسيرها.
ويبدو اهتمام ابن دريد بغريب المفردات في القرآن، متمثلاً في تناوله لها بالكشف والبيان على النحو التالي :
١. تارة يورد اللفظ ويبين معناه من حيث اللغة، ثم يربط به الآية التي ورد فيها هذا اللفظ ؛ فيذكرها، ولا يزيد.
٢. وتارة يورد اللفظ ويبين معناه من حيث اللغة، ثم يردفه بالآية التي ورد فيها اللفظ فيذكرها، ويعيد التفسير مرة أخرى.
٣. يستشهد للمعنى بما أنشد العرب من شعر.
٤. قد يذكر بعض المبهمات في الآية، وأغلب ذلك ماثل في أسباب النزول.
ومما يقوّي القول بعناية ابن دريد بغريب القرآن أمران :
" الأول : أن له مؤلفاً فيه ؛ غير أنه - كما تقدم - لم يتمّه.
" الآخر : اعتماده على تفسير أبي عبيدة، ونقله عنه كثيراً.
ومن الأمثلة التي توضح ما مضى :
(١) ١ ) انظر : العين، للخليل ٤ / ٤١١.
(٢) ٢ ) انظر : مقاييس اللغة ٤ / ٤٢٠.
(٣) ٣ ) انظر : التفسير اللغوي، للطيار ٣٢٨.

٨ ) [ ٦ ] قول الله تعالى :﴿ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (٨٨) ﴾
قال : والغِلاف : غِلاف السكين ونحوه، والجمع غُلْف.
وغُلامٌ أغْلَف، مثل أقْلَف سواء، وهي الغُلْفة والقُلْفة. وفي قوله جل وعز :﴿ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ﴾، أي : هواء لاشيء فيها.
( جمهرة اللغة، مادة [ غ ف ل ] ٢ / ٩٥٨ )
- - - - - - -
ذكر ابن دريد أن معنى :﴿ غُلْفٌ ﴾ هواء لا شيء فيها ؛ و قد اختلف المفسرون في معنى الحرف على أقوال :
o أوَّلُها : في أكنّة ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، وابن زيد (١).
o ثانيها : في غطاء ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد، وسعيد بن جبير، والسدي وقتادة (٢)، و اليزيدي (٣).
o ثالثها : مطبوع عليها ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، وعكرمة (٤).
o رابعها : في غشاوة ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد، وقتادة (٥).
o آخرها : لا تفقه ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، وأبو العالية (٦).
.....................................................................................
- - - - - - -
(١) ١ ) انظر: جامع البيان ١ / ٤٠٦ - ٤٠٧ ؛ و تفسير ابن كثير ١ / ١١٨.
(٢) ٢ ) انظر: جامع البيان ١ / ٤٠٦ - ٤٠٧ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ١ / ١٧٠ ؛ وتفسير ابن كثير ١ / ١١٨.
(٣) ٣ ) انظر: غريب القرآن وتفسيره ٧٥.
(٤) ٤ ) انظر: جامع البيان ١ / ٤٠٦ - ٤٠٧ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ١ / ١٧١ ؛ وتفسير ابن كثير ١ / ١١٨.
(٥) ٥ ) انظر: جامع البيان ١ / ٤٠٦ - ٤٠٧ ؛ وتفسير الوسيط، للواحدي ١ / ١٧٢.
(٦) ٦ ) انظر: جامع البيان ١ / ٤٠٦ - ٤٠٧ ؛ وتفسير ابن كثير ١ / ١١٨.

قال الواحدي :( أي : أنَّ إملاءنا وهو الإمهال، والتأخير ) (١).
وقال السمعاني في معناه :( الإملاء : إطالة العمر، والإمهال التأخير، ويقال لليل والنهار : مَلَوَان ) (٢).
.....................................................................................
- - - - - - -
ومعاجم اللغة تعطي الحرف هذا المعنى (٣).
قال الأزهري (٤) :( والله يُملي مَن يشاء فيؤجّله في الخَفض والسَّعة والأَمْن.. وأملى له أي : طوّل له وأَمْهله ) (٥).
- - - - -
( ٣٢ ) [ ١٠ ] قول الله تعالى :﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٧٩) ﴾
قال : ومَيَّزْتُ الشيءَ وانْمَاز، إذا تَفَرَّق ؛ ومِزْتُ الشيء أَمِيْزُ بالتخفيف لغة ثالثة. وقرئ :﴿ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ز م - و - ا - ي ] ٢ / ١٠٧١ )
- - - - - - -
في كلام ابن دريد مسائل :
أولاها : اللغات في ( ميز ) :
(١) ٢ ) انظر : الوسيط ١ / ٥٢٤.
(٢) ٣ ) انظر : تفسيره ١ / ٣٨٢.
(٣) ١ ) انظر : تهذيب اللغة ١٥ / ٢٩١ ؛ والصحاح ٥ / ١٩٨٣ ؛ و مقاييس اللغة ٥ / ٣٥٢ ؛ ولسان العرب ١٥ / ٢٩١.
(٤) ٢ ) هو : محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة، أبو منصور اللغوي، الأديب، الشافعي المذهب، الهروي. يميل إلى علم اللغة، وكان في علم الحديث عارفا وماهراً، وصاحب تقوى وورع. مات ٣٧٠ هـ انظر : طبقات الشافعية، لابن قاضي شهبة ١ / ١٤٤ ؛ وطبقات المفسرين، للداودي ٢ / ٦١.
(٥) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ١٥ / ٢٩١.

٣٩ ) [ ٧ ] قول الله تعالى :﴿ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (١١٩) ﴾
قال : بَتَك الشيء يَبْتُكُه بَتْكاً، إذا قطعه. وسيف بَاتِك وبَتُوك، إذا كان صارماً. وفي التنزيل :﴿ ِِِNكg¯RtچمBUyur فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ب ت ك ] ١ / ٢٥٥ )
- - - - - - -
فسر ابن دريدٍ ( البَتْك ) في الآية بالقطع، وهذا متفِقٌ مع ما جاء عن قتادة، والسدي وعكرمة (١)، في آخرين (٢).
والمعنى الذي ذكروا معروف عند أهل العربية (٣) ؛ قال ابن منظور :( البَتْك القَطْع ) (٤).
- - - - -
( ٤٠ ) [ ٨ ] قول الله تعالى :﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (١٤٥) ﴾
قال : أي : في المنزلة السفلى من النار، والله عز وجل أعلم بذلك.
( الاشتقاق ٣٠ ؛ جمهرة اللغة، مادة [ د ر ك ] ٢ / ٦٣٧ )
- - - - - - -
(١) ١ ) انظر : جامع البيان ٥ / ٢٨٢ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٤ / ١٠٦٩ ؛ وتفسير ابن كثير ١ / ٥٢٧.
(٢) ٢ ) منهم : أبو عبيدة في مجاز القرآن ١ / ١٤٠ ؛ واليزيدي في غريب القرآن ١٢٤ ؛ والنحاس في معاني القرآن ٢ / ١٩٤ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ١ / ١٧٧ ؛ والماوردي في النكت والعيون ١ / ٥٣٠ والزمخشري في الكشاف ٢ / ١٥٠ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ١ / ١٢٧ ؛ والسمين الحلبي في عمدة الحفاظ ٣٨ ؛ والشوكاني في فتح القدير ١ / ٧٧٢ ؛ والقاسمي في محاسن التأويل ٣ / ٣٤٤.
(٣) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ١٠ / ٨٩ ؛ والصحاح ٤ / ١٢٩٣ ؛ ولسان العرب ١٠/ ٣٩٥.
(٤) ٤ ) انظر : لسان العرب ١٠ / ٣٩٥.

واعلم أن تفسير الحرج بالضيق، ليس معناه الترادف بين الحرفين من كل وجه، ولو قيل بهذا لكان قوله :﴿ حَرَجًا ﴾ بعد قوله :﴿ ضَيِّقًا ﴾ لا معنى له، وكلام الله منزّه أن يكون فيه شيء من هذا ؛ وعليه فإن تفسير الحرج بالضيق، من باب تقريب معناه للذهن.
قال العسكري (١) :( فهو - يعني : الحرج - ضيق وزيادة. إذ لو فُسّر بالضيق مطلقاً لم يكن له معنى ) (٢).
- - - - -
( ٥٣ ) [ ١٠ ] قول الله - جل جلاله - :﴿ وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (١٤٢) ﴾
قال : فالفَرش الصغار من الإبل وفي التنزيل :﴿ وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا ﴾
( الملاحن ٣٨ )
- - - - - - -
فسّر ابن دريد الفَرش في الآية بالإبل الصغار، وهذا أحد الأقوال في معنى الحرف، إذ لأهل التأويل في ذلك أقاويل :
o أحدها : أنها صغار الإبل ؛ قاله ابن مسعود، وابن عباس - رضي الله عنهم -، والحسن ومجاهد.
o ثانثها : أنها الغنم ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، وأبو العالية، والحسن، وقتادة، والضحاك والربيع (٣).
o ثالثها : أن المراد بها ما خلق لهم من أصوافها وجلودها ؛ حكاه الماوردي (٤).
(١) ١ ) هو : الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران، اللغوى الأديب، أبو هلال العسكري كان عالماً عفيفاً، موصوفاً بالعلم والفقه معاً، وكان الغالب عليه الأدب والشعر. مات بعد الأربعمائة. انظر : معجم الأدباء ٣ / ٣٠١ ؛ وبغية الوعاة ١ / ٥٠٦.
(٢) ٢ ) انظر : الفروق في اللغة ٥٥٧.
(٣) ١ ) انظر القولين في : تفسير ابن عباس - رضي الله عنهم - ٢١٧ ؛ وتفسير الصنعاني ١ / ٢١١ - ٢١٢ ؛ وجامع البيان ٨ / ٦٢ - ٦٤ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٥ / ١٤٠٠ - ١٤٠١ ؛ وتفسير ابن كثير ٢ / ١٨٣.
(٤) ٢ ) انظر : النكت والعيون ٢ / ١٧٩.

٦٦ ) [ ١١ ] قول الله تعالى :﴿ * هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (١٨٩) ﴾
قال : وقرأ قوم ( فاستمرّت به ) أي : اشتد عليها.
( الاشتقاق ٢٣ )
- - - - - - -
أشار ابن دريد إلى قراءةٍ قرئ بها في قوله عز وجل :﴿ فَمَرَّتْ بِهِ ﴾ حيث ذكر أن قوماً قرؤوها :( فاستمرّت به ) مبيناً معنى ذلك. و حول كلامه هذا مسألتان :
الأولى : تسمية من قرأ بهذه القراءة :
قرأ بها سعد بن أبي وقاص (١)، وابن عباس - رضي الله عنهم -، والضحاك ؛ وهي شاذة (٢).
الأخرى معنى القراءة :
ذكر أن معناها : اشتد عليها، ولعلّه حمل هذا على أنه من المِرَّة التي هي الشدة.
................................................................................................................
.....................................................................................
- - - - - - -
(١) ١ ) هو سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب. أحد العشرة المشهود لهم بالجنة يلتقي مع رسول الله - ﷺ - في كلاب بن مرة، أسلم قديماً، وهاجر إلى المدينة قبل رسول الله - ﷺ -، وشهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله - ﷺ - وكان يقال له : فارس الإسلام، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله. مات في خلافة معاوية - ﷺ -. انظر : التاريخ الكبير ٤ / ٤٣ ؛ وتهذيب الكمال ١٠ / ٣١٠.
(٢) ٢ ) انظر : المحرر الوجيز ٧ / ٢٢٣ ؛ والبحر المحيط ٥ / ٢٤٦ ؛ والدر المصون ٥ / ٥٣٤. وورد في الحرف قراءات أخرى شاذة.

وجميع أهل التأويل على هذا بلا خلاف : عبد الله بن عباس - رضي الله عنهم -، و مجاهد، و قتادة و السدي (١).. ، في آخرين (٢).
عن مجاهد قال :( لا تزال تذكر يوسف ) (٣).
قال الأزهري :( يقولون : ما أفْتأتُ أذكره إفْتَاءً، وذلك إذا كنت لا تَزالُ تذكره، وما فَتِئتُ أذكرُه أَفتأُ فَتْأً ) (٤).
ثالثها : معنى قوله تعالى :﴿ حَرَضًا ﴾ :
بيّن ابن دريد أن المراد بـ ( الحرض ) : طول الهم والسقم.
وما قاله أهل التأويل في هذا الحرف، جاء بألفاظ مختلفة، لكنها في النهاية تعود إلى علة.............
.....................................................................................
- - - - - - -
دون الموت، وهي : الفساد في العقل والجسم.
وتفسير هذا الحرف محفوظ عن كثير من السلف منهم : ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد وقتادة، والحسن، والضحاك، والسدي، وعبد الرحمن بن زيد (٥).
(١) ٢ ) انظر : سؤالات نافع بن الأزرق ١١٢ ؛ وجامع البيان ١٣ / ٤١ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٧ / ٢١٨٧.
(٢) ٣ ) منهم : الفراء في معاني القرآن ١ / ٣٦٤ ؛ وأبو عبيدة في مجاز القرآن ١ / ٣١٦ ؛ والنحاس في معاني القرآن ٣ / ٤٥٣ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٢ / ١٧٤ ؛ والواحدي في الوسيط ٢ / ٦٢٨ ؛ والزمخشري في الكشاف ٣ / ٣١٨ ؛ وابن عطية في المحرر الوجيز ٩ / ٣٦٠ ؛ والخازن في تفسيره ٣ / ٤٠٦ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٥ / ٦٩ ؛ والسمين الحلبي في الدر المصون ٦ / ٥٤٦ ؛ وابن كثير في تفسيره ٢ / ٤٦٩ وأبو السعود في تفسيره ٣ / ٤٢٤ ؛ وابن عاشور في التحرير والتنوير ١٣ / ٤٤.
(٣) ٤ ) انظر : جامع البيان ١٣ / ٤١.
(٤) ٥ ) انظر : تهذيب اللغة ١٤ / ٢٣٥.
(٥) ١ ) انظر : سؤالات نافع ١٧٥؛ وتفسير الصنعاني ١ / ٢٨٤ ؛ وجامع البيان ١٣ / ٤٣ - ٤٤ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٧ / ٢١٨٧ - ٢١٨٨.

والقولان الأوّلان في معنىً واحد، فإنه إذا كان يعلّم الناس الخير فهو مؤتمّ به (١).
..
.....................................................................................
- - - - - - -
وبكل حال، فإن الأقوال الثلاثة لها حظها من النظر ؛ لأنها معانٍ صحيحة، يمكن أن تحمل على اللفظ كلُّها، وليس في ذلك ما يمنع، لا سيما أنها من المعاني المذكورة في هذا الحرف مقررة عند أهل اللسان (٢).
- - - - -
(١) ٧ ) انظر : معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٢٢٢ ؛ ومعاني القرآن، للنحاس ٤ / ١١١ ؛ وتفسير ابن أبي زمنين ١/ ٤٤٨.
(٢) ١ ) سبق تقرير معنى هذا الحرف عند أهل اللغة في تفسير سورة البقرة عند قوله تعالى: ﴿ y٧د٩؛x‹x.ur ِNن٣"oYù=yèy_ Zp¨Bé& $Vـy™ur ﴾. انظر : صفحة ١١٩.

١٧٠- الصحاح، لأبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، بعناية مكتب التحقيق بدار إحياء التراث العربي ط ١. دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، سنة ١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م.
١٧١- صحيح البخاري، لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، ن. دار الدعوة ودار سحنون إستنبول و تونس، ط ٢. سنة ١٤١٣هـ - ١٩٩٢ م.
١٧٢- صحيح الجامع الصغير، تأليف : محمد ناصر الدين الألباني، أشرف على طبعه : زهير الشاويش، ط ٢. المكتب الإسلامي، بيروت ودمشق، سنة ١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م.
١٧٣- صحيح مسلم، لأبي الحجاج مسلم بن الحجاج، ن. دار الدعوة ودار سحنون إستنبول و تونس، ط ٢. سنة ١٤١٣هـ - ١٩٩٢ م.
١٧٤- طبقات الحنابلة، تأليف : أبي الحسين محمد بن أبي يعلى، خدمه أبو حازم أسامة ابن حسن وأبو الزهراء حازم بهجت، ط ١. دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، سنة ١٤١٧ هـ ١٩٩٧ م.
١٧٥- طبقات الشافعية، تأليف : أبي بكر بن أحمد بن محمد ابن قاضي شهبة، ت. الدكتور الحافظ عبد العليم، ط ١. دار عالم الكتب، بيروت، سنة ١٤٠٧ هـ.
١٧٦- طبقات الشافعية الكبرى، تأليف : تاج الدين بن علي بن عبد الكافي السبكي ت. الدكتور محمود محمد الطناحي والدكتور عبد الفتاح محمد الحلو، ط ٢. دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع، سنة ١٤١٣ هـ.
١٧٧- طبقات الفقهاء الشافعية، تأليف : تقي الدين أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن ابن الصلاح ت. محيي الدين علي نجيب، ط ١. دار البشائر الإسلامية، بيروت، سنة ١٩٩٢م.
١٧٨- طبقات القراء، للإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، ت. الدكتور أحمد خان، ط ١. مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الرياض، السعودية سنة ١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م.
١٧٩- الطبقات الكبرى، تأليف : محمد بن سعد الهاشمي، ت. محمد عطا، ط ٢. دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، سنة ١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م.
وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا.. } ( ٦٢ )............................ ٤٨٨
﴿ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ.. ﴾ ( ٧٨ )............................. ٤٩٠
سورة الصافات
﴿ فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا.. ﴾ ( ١١ ).................. ٤٩١
﴿ لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ ﴾ ( ٤٧ )................ ٤٩٣ - ٥٩٨
الآية ورقمها موضع ورودها
﴿ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ﴾ ( ٤٩ ).......................................... ٤٥٧
﴿ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ﴾ ( ٦٥ )............................... ٤٩٥
﴿ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ ﴾ ( ٦٧ )........................... ٤٩٧
﴿ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ﴾ ( ١٤٥ )................................ ٤٩٩
سورة ص
﴿ وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا.. ﴾ ( ٩ )..................... ٥٠٠
﴿ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ﴾ ( ٢١ )........ ٥٢ - ٥٠٢
﴿ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ.. ﴾ ( ٢٤ )... ٥٠٥ - ٥٠٦
﴿..t 'خoTخ) أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي.. ﴾ ( ٣٢ )............... ٦٠ - ٨٨
﴿ رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ﴾ ( ٣٣ ).............. ٥٠٧
﴿ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ.. ﴾ ( ٤٤ )................ ٥٠٩
﴿ وَآَخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴾ ( ٥٨ )..................................... ٥١١
﴿.. لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ.. ﴾ ( ٧٥ )............................... ٥٦٢ - ٥٦٣
سورة الزمر
﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ﴾ ( ٥٣ )................... ٥١٣


الصفحة التالية
Icon