قوله: (( وأن الروح إذا صُعد بها إلى السماء قال الله: انطلقوا بها إلى آخر الأجل، فذلك قوله - عز وجل-:﴿ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ ﴾ وهو يوم القيامة؛لأن الله تعالى قال:
﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾ (الحجر: ٨٥) (١))).
وقال في موضع آخر: (( ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الشعراء: ٢١٥) فإن الجناح يُستعمل في كل شيء تكون الإشارة فيه إلى المبالغة في الرِّقَّة والرحمة، كما قال-سبحانه-في حق الوالدين: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ﴾ (٢))).
ثانياً: ذكره للوجوه والنظائر، وهذا يدلُّ على ملكته في الحفظ واستحضار الآيات في الموضوع الواحد.
ومن ذلك: قوله: (( الغضب قد يكون في بعض المواطن عبادة لله - عز وجل - ولاسيما إذا كان مشعراً بشدة احتفال الغاضب بالأمر، كهذا المقام الذي قام فيه أبو بكر-رضي الله عنه-وعلى هذا يرجع هذا إلى قوله-سبحانه-: ﴿ فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً ﴾، وقوله- عز وجل-: ﴿ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ ﴾ (الأعراف: من الآية١٥٠)، ﴿ قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي ﴾ (طه: من الآية٩٤) (٣))).
ومن أمثلته ما ساقه من الآيات المثبتة للبعث عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ(٣٨)مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُون َ﴾ الدخان: ٣٩، ٣٨).
المبحث الثالث: عنايته بالقراءات:
أولى ابن هبيرة القراءات عنايته فيما فسره من الآيات، ويتبين منهجه فيها من خلال ما يلي:
(٢) الإفصاح(٦/١٢٦)...
(٣) الإفصاح(١/٦٩)...