قال الواحدي(١): (( هي أوفى ما يجب الوقوف عليها، وأولى ما تصرف العناية إليها؛لامتناع معرفة تفسير الآية وقصد سبيلها دون الوقوف على قصتها، وبيان نزولها(٢))).
وقال ابن تيمية: (( معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم يالمسَبَّب(٣))).
ولما كانت أسباب النزول بهذا المكانة فقد اهتم بها ابن هبيرة ولم يغفلها، ومن ذلك ما ذكره في قوله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ﴾ (المائدة: من الآية٣). إذ يقول: (( ومن شرف هذه الآية خُصَّت بأن نزلت في يوم جمعة، ونزلت بعرفات، وذلك اليوم يوم الجمعة وهو يوم عرفة(٤))).
وقوله: (( ورمى - ﷺ - الجيش بقبضة من تراب فعميت عيونهم، ونزل القرآن العظيم بذلك في قوله - عز وجل-: ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾ (٥))).
وقال أيضاً: (( عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصمِّ بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص ابن عامر بن لؤي، مؤذن النبي - ﷺ - وفيه نزلت: ﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى ﴾ وهو ابن أم مكتوم الأعمى، وقد استخلفه النبي - ﷺ - مراراً على المدينة(٦))).
المبحث السادس: موقفه من آيات الصفات:
(٢)أسباب النزول(٥، ٤)...
(٣)مجموع الفتاوى(١٣/١٨١)...
(٤)الإفصاح(١/١٤٧)...
(٥)الإفصاح(٧/١٤٢)...
(٦)الإفصاح(٧/٣٦)...