ولد الوزير ابن هبيرة في ربيع الآخر سنة تسع وتسعين وأربعمائة في قرية تُسمى(الدُّور) من أعمال (الدُّجَيْل)(١)، وكان والده من أجناد(الدُّور)ثم عُرفت بـ(دور الوزير)نسبة إلى الوزير ابن هبيرة وقد بنى فيها جامعاً ومنارة(٢).
دخل ابن هبيرة بغداد(٣)في صباه وفيها نشأ فقيراً مما دفعه للعمل، والسعي في طلب المعيشة فدخل في أعمال متنوعة وكان لا ينتقل من خدمة إلا إلى أكبر منها، ويوضِّح هذا ما كان يذكره كثيراً في مجالس وزارته من شدَّة فقره القديم، ويتذكر نعمة الله عليه بعد توليه الوزارة.
وكان والده يحثه على تحصيل الأدب وإدراك الفوائد فاشتغل منذ صغره بطلب العلم ومجالسة الفقهاء والأدباء والتردد عليهم فاخذ من كل فن طرفاً (٤).
ثالثاً: شيوخه:
تتلمذ ابن هبيرة على علماء العراق خاصة، ولم يُذكر أنه أخذ عمن كان خارجها من العلماء، وممن أخذ الوزير عنهم من يلي:
١) أبو عثمان ابن مِلَّة، إسماعيل بن محمد بن أحمد بن مِلَّة الأصبهاني (ت: ٥٠٩هـ) واعظٌ زاهد محدِّث، روى عنه ابن هبيرة في صباه(٥).
(٢) القرية التي ولد فيها الوزير ابن هبيرة تُعرف بـ(قرية بني أَوْقَر)، وبنو أَوْقَر كانوا مشايخها وأرباب تجارتها. ينظر: معجم البلدان( ٢/٤٨١)، وفيات الأعيان(٦/٢٤٢)، الذيل على طبقات الحنابلة(١/٢٥١)...
(٣) بغداد: عاصمة العراق تقع على جانبي نهر دجلة في المنطقة التي يقرب فيها دجلة من الفرات، أسسها أبو جعفر المنصور. ينظر: معجم البلدان(١/٤٥٦)، الموسوعة العربية الميسرة(١/٣٨٣)...
(٤) ينظر: الفخري في الآداب السلطانية(٢٢٧)، الذيل على طبقات الحنابلة(١/٢٥٣)، شذرات الذهب(٤/١٩١)
(٥) ينظر: المنتظم(١٠/١٨٣)، الكامل(٩/١٦١)، سير أعلام النبلاء(١٩/٢٩٥)، شذرات الذهب(٤/١٩١)...