وفيه جمعت أقوال جابر ( - رضي الله عنه - ) الواردة عنه في تفسير القرآن وقمت بتخريجها ودراستها على النحو الذي ذكرت في المنهج المتبع في القسم الثاني من المبحث.
الخاتمة:
وفيها أهم نتائج البحث وتوصياته.
فهارس البحث:
١- فهرس الآيات القرآنية.
٢- فهرس الأحاديث النبوية.
٣- فهرس الآثار.
٤- فهرس الأبيات الشعرية.
٥- فهرس الأعلام المترجم لهم.
٦- فهرس الوقائع والغزوات.
٧- فهرس الألفاظ الغريبة والمصطلحات.
٨- فهرس الأماكن والمواضع المعرف بها.
٩- فهرس القبائل.
١٠- فهرس الفرق والأمم.
١١- ثبت المصادر والمراجع.
١٢- فهرس الموضوعات.
وفي الختام: أتوجه بدعائي وخالص ثنائي لله عز وجل، وأساله أن يوزعني شكر نعمته عليَّ، فله الحمد أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، وأُثَّنِي بمن ثنَّى الله بهما: والديَّ الكريمان امتثالا لقوله تعالى: ﴿ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ﴾ (١) فاللهم عافهما واعف عنهما وجازهما أعالي الجنان وبلغهما رضاك وبلغني رضاهما وبرهما ودعاءهما، ﴿ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (٢٤) ﴾ (٢).
كما أدين بالشكر والعرفان بالجميل لإخوة كرام لا أملك أمام إحسانهم إلا خالص الدعاء لهم بأن يجازيهم الله عني الفردوس الأعلى من الجنة.
ثم أتوجه بالشكر وعاطر الثناء إلى الأستاذ الدكتور/ إبراهيم الهويمل المشرف على هذه الرسالة على ما بذل من جهد وتوجيه، وما أفادني به من كتبه وعلمه. أسال الله أن يجعل ذلك في موازين حسناته.
والشكر موصول إلى الأستاذ الدكتور/ محمد الخضيري المرشد العلمي للبحث على ما أسهم في اختيار الموضوع وتأسيسه في مراحله الأولى، وما أفادني به من توجيه وإرشاد، فجزاه الله عني خير الجزاء.
ولا أنسى أخوات فاضلات قدمن لي الكثير من العون والمساندة أجزل الله مثوبتهن وأحسن إليهن، وإلى كل من أسدى إلي معروفا وسددني بنصح أو توجيه.

(١) سورة لقمان، الآية ١٤.
(٢) سورة الإسراء، الآية٢٤.

كتب كثيرة من كتب أهل الكتاب، فكان يخبر بما فيها من الأمور الغيبية، حتى كان بعض الصحابة ربما قال له حدثنا عن النبي ( - ﷺ - ) ولا تحدثنا عن الصحيفة. فمثل هذا لا يكون حكم ما يخبر به الرفع، لقوة احتمال أن يكون أخذه عن أهل الكتاب(١).
قال الشيخ أحمد شاكر(٢) - رحمه الله -: " وأما ما يحكيه بعض الصحابة من أخبار الأمم السابقة، فإنه لا يعطى حكم المرفوع أيضاً، لأن كثيراً منهم ( - رضي الله عنهم - ) كان يروي الإسرائيليات عن أهل الكتاب على سبيل الذكرى والموعظة، لا بمعنى أنهم يعتقدون صحتها، أو يستجيزون نسبتها إلى رسول الله ( - ﷺ - ) حاشا وكلا "(٣).
(١) انظر: النكت على مقدمة ابن الصلاح (٢ / ٥٣١ - ٥٣٢ )، شرح نخبة الفكر (ص: ١٤٣)، تيسير مصطلح الحديث (ص: ١٣١).
(٢) الشيخ أحمد شاكر: هو أحمد بن محمد شاكر بن أحمد بن عبد القادر ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي، تخرج من الأزهر وبرز في علم الحديث من جهوده شرح المسند مات قبل إتمامه، تحقيق الإحكام لابن حزم، مات -رحمه الله- سنة سبع وسبعين وثلاث مائة وألف.
انظر: مقدمة الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث.
(٣) الباعث الحثيث (١ / ١٥١ ).

- فجلست، فخلا عاما، فجاءني اليهودي عند الجداد ولم أجد منها شيئا، فجعلت أستنظره إلى قابل فيأبى، فأخبر بذلك النبي ( -- )، فقال لأصحابه: امشوا نستنظر لجابر من اليهودي، فجاءوني في نخلي، فجعل النبي ( -- ) يكلم اليهودي، فيقول: أبا القاسم لا أُنْظِره، فلما رأى النبي ( -- ) قام فطاف في النخل، ثم جاءه فكلمه فأبى، فقمت فجئت بقليل رطب، فوضعته بين يدي النبي ( -- ) فأكل، ثم قال: أين عريشك(١) يا جابر؟ فأخبرته، فقال: افرش لي فيه، ففرشته، فدخل فرقد ثم استيقظ، فجئته بقبضة أخرى فأكل منها، ثم قام فكلم اليهودي فأبى عليه، فقام في الرطاب في النخل الثانية، ثم قال: يا جابر جد واقض، فوقف في الجداد، فجددت منها ما قضيته، وفضل منه، فخرجت حتى جئت النبي ( -- ) فبشرته، فقال: أشهد أني رسول الله)(٢).
ويدعو له، قال ( - رضي الله عنه - ): (أتانا رسول الله ( - ﷺ - ) فنادته امرأتي فقالت: يا رسول الله، صلِّ عليَّ وعلى زوجي. فقال: صلَّى الله عليك وعلى زوجك)(٣).
ويلاطفه، قال جابر ( - رضي الله عنه - ): دخلت على رسول الله ( - ﷺ - ) فقال: (مرحبا بك يا جبير)(٤).
(١) عريشك: العريش كل ما يستظل به.
النهاية لابن الأثير (مادة: عرش) (٣/٢٠٧)، وانظر: مختار الصحاح (مادة: ع ر ش) (ص: ١٧٨).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (ك: الأطعمة، ب: الرطب والتمر...) (٥ / ٢٠٧٤) (ح رقم: ٥١٢٨).
(٣) أخرجه ابن حبان في صحيحه: (ك: الرقاق، ب: الأدعية) (٣ / ١٩٧) (ح رقم: ٩١٦).
قال شعيب الأرنؤوط: " إسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين ما عدا نبيحا.. فقد روى له أصحاب السنن، ووثقه العجلي (ص: ٤٤٨)، وابن حبان (٥ /٤٨٤)، وغيرهما ".
(٤) إكمال تهذيب الكمال (٢/١٣٢).

وجابر ( - رضي الله عنه - ) لا شك أنه اعتمد على اللغة في تفسيره، وإن لم يرو عنه استشهاده بأشعار العرب وألفاظهم، لأن سليقته العربية تؤهله لتفسير القرآن بحسب ما يقتضيه اللفظ من المعاني الشرعية أو اللغوية.
ومن الأمثلة على اعتباره الدلالة اللغوية للفظ: ما جاء عنه في قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ﴾ (١) أنه ( - رضي الله عنه - ) قال: "وما أخزاه حين أحرقه بالنار! وإن دون ذلك لخزيا "(٢).
فجعل الخزي لمن دخل النار وإن لم يخلد فيها، وهذا يتناسب مع المعنى اللغوي للمخزي، فالمخزي في اللغة: المذل المحقور بأمر قد لزمه وبحجة (٣).
معرفة سبب نزول الآية تعين على فهمها، وتحديد المراد منها، من تخصيص العام أو تعميم الخاص أو إزالة الإشكال، كما تفيد في تعيين الأشخاص الذين نزلت فيهم الآية، إلى غير ذلك من الفوائد التي تحصل بمعرفة سبب النزول(٤)؛ إذ العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله(٥).
وفي بيان أهمية أسباب النزول: يقول الإمام الواحدي - رحمه الله -(٦):
(١) سورة آل عمران، الآية: ١٩٢.
(٢) جامع البيان (٣ / ٥٥٢ ) (رقم الأثر: ٨٣٦٠). وسيأتي - إن شاء الله - في الأثر رقم (٢٩) في القسم الثاني من البحث.
(٣) انظر: معاني القرآن للزجاج (١ / ٥٠٠ ).
(٤) انظر: العجاب في بيان الأسباب (١/٢١)، والإتقان في علوم القرآن (١ /٢٨)، مناهل العرفان (١/١٠٩)، مباحث في علوم القرآن للقطان (ص: ٧٩)، علوم القرآن لـ د. عدنان زرزور (ص: ١٢٩)، ومباحث في علوم القرآن لـ د. صبحي الصالح (ص: ١٢٧).
(٥) مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام (١٣/٣٣٩).
(٦) الإمام الواحدي: علي بن أحمد بن محمد أبو الحسن، الشافعي مفسر عالم بالأدب له عدة مؤلفات منها: البسيط والوسيط والوجيز كلها في التفسير وكذا أسباب النزول. مات -رحمه الله- سنة ثمان وستين وأربع مائة.
انظر: سير أعلام النبلاء (١٨٣٣٩)، وطبقات المفسرين للسيوطي (ص: ٧٨)، والأعلام للزركلي (٥/٥٩).

لأن الآية فيما يظهر لي - والله أعلم بالصواب - نزلت في أهل الكتاب فقد أخرج الإمام النسائي عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "في قوله ﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (٧٩) ﴾ قال: نزلت في أهل الكتاب"(١).
وأخرج الإمام ابن أبي حاتم - رحمه الله - عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: ﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (٧٩) ﴾ قال: "أحبار اليهود وجدوا صفة النبي ( - ﷺ - ) محمد مكتوباً في التوراة أَكْحَل(٢) أَعْيَن(٣) رُبْعَة، جَعْد الشعر(٤)،
(١) السنن الكبرى (ك: التفسير، ب: قوله تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (٧٩) ﴾ (٦/٢٨٦) (ح رقم: ١٠٩٩١).
(٢) أكحل: هو الذي يعلو جفون عينيه سواد مثل الكحل من غير اكتحال.
مختار الصحاح (مادة: ك ح ل) (ص: ٢٣٥)، وانظر: لسان العرب(مادة: كحل) (١١/٥٨٤).
(٣) أعين: واسع العين.
مختار الصحاح (مادة: ع ي ن) (ص: ١٩٥)، وانظر: النهاية لابن الأثير (مادة: عين) (٣/٣٣٣).
(٤) جعد الشعر: في شعره التواء وتقبض، والجعد ضد السبط وهي صفة مدح لأن السبوطة أكثرها في شعور العجم.
انظر: المصباح المنير (١/١٠٢)، والنهاية في غريب الأثر لابن الأثير (ماد: جعد) (١/٢٧٥).

­ سفيان بن عيينة: بن أبي عمران ميمون الهلالي، أبو محمد الكوفي ثم المكي، ثقة حافظ فقيه إمام حجة، إلا أنه تغير حفظه بأخرة، وكان ربما دلس، لكن عن الثقات وكان أثبت الناس في عمرو بن دينار: مات سنة ثمان وتسعين ومائة. عده ابن حجر في المرتبة الثانية في طبقات المدلسين(١).
­ عمرو بن دينار المكي، أبو محمد الأثرم الجمحي مولاهم، ثقة، ثبت. مات سنة ست وعشرين ومائة(٢).
± درجة الإسناد:
صحيح.
٢٥ - قال الإمام ابن جرير - رحمه الله -: حدثني أحمد بن حازم، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا ابن عيينة عن عمرو، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فذكر نحوه(٣).
± رجال الإسناد:
­ أحمد بن حازم: بن محمد بن يونس بن أبي عرزة أبو عمرو من أهل الكوفة. يروي عن جعفر بن عوف. روى عنه أهل العراق والغرباء، وهو من ولد قيس بن أبي عرزة. قال ابن حبان: "كان متقناً". مات في أول سنة ست وسبعين ومائتين(٤).
­ أبو نعيم: الفضل بن دكين الكوفي، واسم دكين: عمرو بن حماد بن زهير التيمي مولاهم الأحول، أبو نعيم الملائي، مشهور بكنيته، ثقة ثبت. مات سنة تسع عشرة ومائتين، وكان مولده سنة ثلاثين وهو من كبار شيوخ البخاري(٥).
­ ابن عيينة: سفيان. ثقة حافظ فقيه إمام حجة(٦).
(١) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٢٤٥)، تهذيب التهذيب (٤ / ١٠٤)، الكاشف (١ / ٤٤٩)، طبقات المدلسين (ص: ٣٢).
(٢) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٤٢١)، تهذيب التهذيب (٨ / ٢٦)، الكاشف (٢ / ٧٥). وتقدم في المبحث الرابع من الفصل الأول الحديث عن عمرو بن دينار باعتباره من أشهر رواة التفسير عن جابر ( - رضي الله عنه - ).
(٣) جامع البيان (٣ / ٤١٩) (رقم الأثر: ٧٧٢٨).
(٤) انظر: الثقات (٨ / ٤٤)، الجرح والتعديل (٢ / ٤٨)، تذكرة الحفاظ (٢ / ٥٩٥).
(٥) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٤٤٦)، تهذيب التهذيب (١٢ / ٢٨٣)، الكاشف (٢ / ١٢٢).
(٦) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٢٢).

وقال الحافظ ابن الصلاح - رحمه الله - :"وقد وجدت فيما روى الدَّبري عن عبد الرزاق أحاديث أستنكرها جداً، فأحلت أمرها على الدَّبري؛ لأن سماعه منه متأخر جداً، والمناكير التي تقع في حديث الدَّبري إنما سببها أنه سمع عبد الرزاق بعد اختلاطه، فما يوجد من حديث الدَّبري عن عبد الرزاق في مصنفات عبد الرزاق، فلا يلحق الدَّبري من تبعة، إلا إن صحَّف أو حرَّف، وإنما الكلام في الأحاديث التي عنده في غير التصانيف، فهي التي فيها المناكير، وذلك لأجل سماعه منه في حالة الاختلاط"(١).
ويلاحظ أن ما قاله الحافظ ابن الصلاح فيما استنكر من روايات الدبري عن عبد الرزاق، وأما ما لم يستنكر فهو باق على الأصل من القبول، علماً أن المصنَّف الذي بين أيدينا إنما هو من رواية الدَّبري عن عبد الرزاق، وقد تلقى الأئمة والحفاظ هذا المصنَّف بالقبول إلا فيما استنكر. مات الدبري سنة خمس وثمانين ومائتين(٢).
­ عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ثقة حافظ، مصنف شهير(٣).
­ ابن جريج: عبد الملك بن عبد العزيز. ثقة يدلس ويرسل(٤).
­ أبو الزبير: محمد بن مسلم، اختلف فيه العلماء والذي يظهر أن حديثه عن جابر ( - رضي الله عنه - ) صحيح (٥).
± درجة الإسناد:
حسن، فيه إسحاق الدبري صدوق، وقد صرح ابن جريج بالسماع فانتفت علة التدليس.
± تخريج الأثر والحكم عليه:
أخرجه عبد الرزاق (٦). ومن طريقه ابن المنذر كما سبق.
(١) لسان الميزان (١ / ٣٤٩).
(٢) انظر: الكامل في الضعفاء (١/٣٢٤)، سير أعلام النبلاء (١٣/ ٤١٦)، ميزان الاعتدال (١/ ٣٣٢).
(٣) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٢٤).
(٤) تقدمت ترجمة في الأثر رقم (٥).
(٥) تقدمت ترجمة في الأثر رقم (٣).
(٦) مصنف عبد الرزاق (ك: النكاح، ب: نكاح الحر الأمة) (٧ / ٢٦٤) (ح رقم: ١٣٠٨٢).

ورواه ابن مردويه من طريق المسعودي مختصراً، وفيه زيادة وهي أن جابراً ( - رضي الله عنه - ) قال: إن رسول الله ( - ﷺ - ) قال :(يخرج من النار قوم فيدخلون الجنة) (١).
وأخرج ابن حبان في صحيحه (٢) من طريق عمرو بن دينار أنه سمع جابر ( - رضي الله عنه - ) يقول: (سمعت رسول الله ( - ﷺ - ) يقول بأذنَيَّ هاتين وأشار بيده إلى أذنيه: يخرج الله قوماً من النار فيدخلهم الجنة)، فقال رجل في حديث عمرو إن الله يقول: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا ﴾، فقال جابر بن عبد الله: "إنكم تجعلون الخاص عاماً، هذه للكفار اقرؤا ما قبلها، ثم تلا: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَن لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٣٦) يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (٣٧) ﴾ (٣) هذه للكفار". وصحح الشيخ شعيب الأرنؤوط إسناده.
(١) انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٢ / ٧٧).
(٢) ك: إخباره عن مناقب الصحابة، ب: صفة النار وأهلها) (١٦/٥٢٦) (ح رقم: ٧٤٨٣).
(٣) سورة المائدة الآية: ٣٦ - ٣٧

قال تعالى: ﴿ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠٩) ﴾ (١).
...............
٦٥ - قال الإمام ابن جرير - رحمه الله -: حدثني المثنى، قال: حدثنا الحماني، قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار، عن عبد الله الداناج، عن طلق بن حبيب، عن جابر قوله: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا ﴾ (٢) قال: "رأيت المسجد الذي بني ضرارا ً يخرج منه الدخان على عهد النبي ( - ﷺ - )"(٣).
± رجال الإسناد:
­ المثنى بن ابراهيم الآملي (٤).
­ الحمَّاني: يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن بَشْمِين الحمَّاني، الكوفي، حافظ، إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث. مات سنة ثمان وعشرين ومائتين(٥).
­ عبد العزيز بن المختار: الدبَّاغ، البصري. ثقة من السابعة (٦).
­ عبد الله الداناج: عبد الله بن فيروز الداناج - وهو العالم بالفارسية - ثقة. من الخامسة (٧).
­ طلق بن حبيب، صدوق(٨).
(١) سورة التوبة الآية: ١٠٩.
(٢) ضرار: من الضرر وهو ضد النفع والمضرة خلاف المنفعة، وضرَّه يَضُره ضَرَّا وضَرَّ به وأضرَّ به وضَارَّه مُضَارَّة وضِرَار بمعنى، ويقال ضررت الرجل ضرار ومضارة إذا خالفته.
انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (٢/٨، ٩)، ولسان العرب لابن منظور (مادة: ضرر) (٤/ ٤٨٣-٤٨٦).
(٣) جامع البيان (٦ / ٤٧٩) (رقم الأثر: ١٧٢٦٢).
(٤) تقدم ذكره في الأثر رقم (٢٩).
(٥) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٥٩٣)، تهذيب التهذيب (١١ / ٢١٣)، الجرح والتعديل (٩/ ١٦٩).
(٦) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٣٥٩)، تهذيب التهذيب (٦ / ٣١٦)، الكاشف (١ / ٦٥٨).
(٧) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٣١٨)، تهذيب التهذيب (٥ / ٣١٤)، الكاشف (١/ ٥٨٥).
(٨) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٤٧).

الأثر أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم كما سبق. ومسلم (١)، وابن أبي شيبة (٢)، وأبو يعلى (٣)، والبيهقي (٤)، كلهم من طرق عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر ( - رضي الله عنه - ) به إلى قوله:
فأنزل الله ﴿ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ ﴾ الآية. وألفاظهم متقاربة والأثر بهذا الإسناد صحيح.
وأخرجه البيهقي بمعناه(٥) من الطريق نفسها وزاد "لهن".
وأخرجه ابن جرير في تفسيره(٦)، وأبو داود (٧)، والنسائي (٨)، والحاكم (٩) وصححه. كلهم من طرق عن ابن جريج قال: وأخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: جاءت مسيكة لبعض الأنصار فقالت إن سيدي يكرهني على البغاء فنزل في ذلك: ﴿ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ ﴾. وهذا لفظ أبي داود.
وأورده السيوطي (١٠)، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، والبزار، والدارقطني، وابن مردويه.
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
(١) صحيح مسلم (ك: التفسير، ب: قوله تعالى: ﴿ وَلَا تُكْرِهُوا ِNن٣دG"uٹtGsù... ﴾ ) (٤ / ٢٣٢٠) (ح رقم: ٣٠٢٩).
(٢) مصنف ابن أبي شيبة (ك: النكاح، ب: ما قالوا في مهر البغي...) (٤ / ٣١) (ح رقم: ١٧٤٨٢).
(٣) مسند أبي يعلى (٤ / ٢٠٠) (ح رقم: ٢٣٠٤)....
(٤) سنن البيهقي الكبرى (ك: النفقات، ب: النهي عن كسب البغي) (٨ / ٩) (ح رقم: ١٥٥٦٨)....
(٥) سنن البيهقي الكبرى (ك: النفقات، ب: النهي عن كسب البغي) (٨ / ٩) (ح رقم: ١٥٥٦)....
(٦) جامع البيان (٩ / ٣١٨) (رقم الأثر: ٢٦٠٧٢، ٢٦٠٧٥).
(٧) سنن أبي داود (ك: الطلاق، ب: في تعظيم الزنا) (ص: ٣٥٣) (ح رقم: ٢٣١١). قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: صحيح....
(٨) السنن الكبرى (ك: التفسير، ب: قوله تعالى: ﴿ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ ﴾ ) (٦ / ٤٢٠) (ح رقم: ١١٣٦٥).
(٩) المستدرك كتاب الطلاق (٢ / ٢٢٩) (ح رقم: ٢٨٤٠)، وفي كتاب التفسير (٢ / ٤٣٢) (ح رقم: ٣٥٠٢).
(١٠) الدر المنثور (٦ / ١٧٧).

٩٦ - قال الإمام ابن جرير - رحمه الله -: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثني محمد بن إسحاق، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: "كنا أصحاب الحديبية أربع عشرة مئة" (١).
± رجال الإسناد:
­ ابن حُميد: محمد بن حُميد بن حيَّان الرازي، حافظ ضعيف، وكان ابن معين حسن الرأي فيه. مات سنة ثمان وأربعين ومائتين(٢).
­ سلمة: بن الفضل بن الأبْرش، مولى الأنصار قاضي الري، صدوق كثير الخطأ. مات بعد التسعين، وقد جاوز المائة(٣).
­ محمد بن إسحاق: بن يَسَار، أبو بكر المطلبي مولاهم، المدني نزيل العراق، إمام المغازي، صدوق يدلس. مات سنة إحدى وخمسين ومائة، عده ابن حجر في المرتبة الرابعة من طبقات المدلسين(٤).
­ الأعمش: سليمان بن مهران، ثقة(٥).
­ أبو سفيان: طلحة بن نافع، صدوق(٦).
± درجة الإسناد:
ضعيف، فيه ابن حميد ضعيف، ومحمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن.
± تخريج الأثر والحكم عليه:
أخرجه ابن جرير في تفسيره كما سبق، وفي إسناده ضعف، لضعف ابن حميد، ومتنه ثابت من طرق أخرى قد تقدمت.
وأخرجه ابن جرير من وجه آخر عن يحيى بن إبراهيم المسعودي، كما سيأتي في الأثر رقم (٩٧).
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
جاء عن الصحابة في عدد أهل بيعة الرضوان خمسة أقوال:
(١) جامع البيان (١١ / ٣٤٩) (رقم الأثر: ٣١٥٢٥).
(٢) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٤٧٥)، تهذيب التهذيب (٩ / ١١١)، الكاشف (٢ / ١٦٦).
(٣) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٣٤٨)، تهذيب التهذيب (٤ / ١٣٥)، الكاشف (١ / ٤٥٤).
(٤) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٤٦٧)، تهذيب التهذيب (٩ / ٣٤)، الكاشف (٢ / ١٥٦)، طبقات المدلسين (ص: ٥١).
(٥) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٦٩).
(٦) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٦٩).

١٠٢. تغليق التعليق على صحيح البخاري للحافظ ابن حجر- تحقيق: سعيد عبد الرحمن موسى القزقي- المكتب الإسلامي- بيروت- الطبعة الأولى- ١٤٠٥ هـ.
١٠٣. تفسير البيضاوي المسمى: أنوار التنزيل وأسرار التأويل لناصر الدين أبي سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي المتوفى سنة (٦٨٥ هـ)- دار الجيل.
١٠٤. تفسير الثعالبي المسمى الجواهر الحسان في تفسير القرآن لعبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي- مؤسسة الأعلمي- بيروت.
١٠٥. تفسير الثوري لسفيان بن سعيد بن مسروق الثوري المتوفى سنة (١٦١ هـ) دار الكتب العلمية- بيروت- الطبعة الأولى- ١٤٠٣ هـ.
١٠٦. تفسير السمرقندي المسمى: بحر العلوم في تفسير القرآن لنصر بن محمد بن أحمد أبو الليث السمرقندي المتوفى سنة (٣٧٥ هـ)- تحقيق: د. محمود مطرجي- دار الفكر- بيروت.
١٠٧. تفسير السمعاني لأبي المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني المتوفى سنة (٤٨٩ هـ)- تحقيق: ياسر بن إبراهيم وغنيم بن عباس بن غنيم- دار الوطن- الرياض- الطبعة الأولى- ١٤١٨ هـ- ١٩٩٧ م.
١٠٨. تفسير الصنعاني لعبد الرزاق بن همام الصنعاني المتوفى سنة (٢١١ هـ)- تحقيق: د. مصطفى مسلم محمد- مكتبة الرشد- الرياض- الطبعة الأولى- ١٤١٠ هـ.
١٠٩. تفسير القرآن العظيم للإمام الحافظ ابن كثير- مؤسسة الريان- الطبعة الخامسة- ١٤٢٠ هـ- ١٩٩٩ م.
١١٠. تفسير القرآن العظيم مسندا عن رسول الله ( - ﷺ - ) والصحابة والتابعين للإمام الحافظ عبد الرحمن بن إدريس الرازي ابن أبي حاتم المتوفى سنة (٣٢٧ هـ)- تحقيق: أسعد محمد الطيب- مكتبة نزار مصطفى الباز- مكة المكرمة- الرياض- الطبعة الأولى- ١٤١٧ هـ- ١٩٩٧ م.
١١١. تفسير القرآن الكريم للعلامة محمد بن صالح العثيمين- دار ابن الجوزي- الدمام- الأحساء والهفوف- الطبعة الأولى- ١٤٢٣ هـ.
٢٠٣... ﴿ لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ قال: "لا تصوموا قبل أن يصوم نبيكم"... جابر بن عبد الله... ٤٥٣
٢٠٤... "لا تكرهوا إمائكم على الزنا فإن فعلتم فإن الله سبحانه"... عبد الله بن عباس... ٣٧٨
٢٠٥... "لا تنكح الأمة على الحرة..."... جابر بن عبد الله... ٢٣٧
٢٠٦... "لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة"... عمر بن الخطاب... ١٦٩
٢٠٧... "لا يُحْرم بالحج إلا في أشهر الحج "... عبد الله ابن عباس... ١٥٣
٢٠٨... "لا يقرب المسجد الحرام بعد عامه هذا مشرك ولا ذمي "... جابر بن عبد الله... ٣٢٢
٢٠٩... "لا يموتون فيها ولا يخرجون منها ﴿ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ﴾ "... ابن مسعود... ٣٤٧
٢١٠... "لكل مؤمنة طلقت حرة أو أمة متعة"... علي بن أبي طالب... ١٨٨
٢١١... "لكل مطلقة متعة، إلا التي تطلق وقد فرض"... عبد الله بن عمر... ١٨٨
٢١٢... "لم يكن أصحاب النبي ( - ﷺ - ) يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة "... عبد الله ابن شقيق... ١٦٩
٢١٣... "لما أهبط الله آدم أهبطه بأرض الهند ومعه غرس"... عبد الله بن عمر... ١٣٤
٢١٤... "لما خلق الله آدم كان رأسه يمس السماء"... عبد الله بن عباس... ١٣٤
٢١٥... "لما رأى إبراهيم في المنام أن يذبح إسحاق أخذ بيده"... جابر بن عبد الله... ٤٠٩
٢١٦... "لما كلم الله تعالى موسى يوم الطور"... جابر بن عبد الله... ٢٦٤
٢١٧... "لما نزل ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ هرب الغيم إلى المشرق..."... جابر بن عبد الله... ١٢٠
٢١٨... "لما نزلت هذه الآية: ﴿ فَقُلْ تَعَالَوْا... ﴾ دعا رسول الله ( - ﷺ - ) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً"... سعد بن أبي وقاص... ٢٠٨
٢١٩... "لو أطا ﴿ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ﴾ "نزلت في عبد الله بن أبي"... عبد الله بن عباس... ٢١٨
٢٢٠... "لو أطاعوا ﴿ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ﴾ "هو عبد الله بن أبي بن سلول"... جابر بن عبد الله... ٢١٧
٢٢١... "لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج..."... عبدالله بن مسعود... ٣٤٧
٢٢٢... "لوددت أن الأيدي قطعت في بيع المصاحف "... عبد الله بن عمر... ١٣٩
٤٥٢... هند بنت أبي أمية ( أم المؤمنين رضي الله عنها )... ٤٨
٤٥٣... وائل بن حجر... ٣٨٢
٤٥٤... واثلة بن الأسقع ( - رضي الله عنه - )... ١٤٤
٤٥٥... وضاح بن عبد الله... ١٥٥
٤٥٦... وكيع بن الجراح... ١٤٣
٤٥٧... الوليد بن أبان... ١٣٣
٤٥٨... وهب بن جرير... ١٦١
٤٥٩... وهب بن كيسان... ٢٩٧
٤٦٠... وهب بن منبه... ١٩٥
٤٦١... يحيى بن أبي كثير... ٤٦٠-٤٦١
٤٦٢... يحيى بن أبي أنيسة... ٣٠٧
٤٦٣... يحيى بن أبي نصر... ٢٤١
٤٦٤... يحيى بن إبراهيم بن محمد... ٣٧٤
٤٦٥... يحيى بن حماد بن أبي زياد... ٤٢٩
٤٦٦... يحيى بن سليم... ٣٠٥
٤٦٧... يحيى بن شرف بن مري (النووي)... ٢٣
٤٦٨... يحيى بن الضريس... ٣١٢
٤٦٩... يحيى بن عبد الحميد... ٣٢٩
٤٧٠... يحيى بن فضيل الكوفي... ٤٢٢
٤٧١... يحيى بن معين... ٦٧
٤٧٢... يحيى ين سعيد (القطان)... ٨٣
٤٧٣... يزيد بن أبي حكيم... ٣٠٥
٤٧٤... يزيد بن زريع... ٢٦١
٤٧٥... يزيد بن صهيب الفقير... ٢٥٩
٤٧٦... يزيد بن عبد الرحمن (الدالاني)... ٧٥
٤٧٧... يزيد بن معاوية... ٤٨
٤٧٨... يزيد بن هارون بن زاذان... ٢٧٧
٤٧٩... يعقوب بن إسحاق (أبو عوانة الإسفرائيني)... ٢٣٥
٤٨٠... يوسف بن عبد الله (ابن عبد البر)... ٢٥
٤٨١... يوسف بن عمر بن مسرور (القواس)... ٣٠٤
٤٨٢... يوسف بن موسى... ٤٤٧
٤٨٣... يونس بن عبد الأعلى... ٤٤٥
(((((


الصفحة التالية
Icon