٧- أرقم الآثار المروية عن جابر ترقيما مسلسلا وذلك لمعرفة عدد ما روي عنه، ولتكون الإحالة في رجال الإسناد وغيره إلى أرقام الآثار.
٨- أضع كل أثر في صفحة مستقلة.
٩- عند تعدد الأسانيد للقول الواحد أذكر الآية عند أول إسناد فقط، وأذكر الآية كاملة، وإن كان القول يتعلق بجزء منها، لإتمام معناها.
١٠- أورد الأثر عن جابر في الموضع الذي ورد فيه في كتب التفسير، وإن تكرر كررت ذكره وأشرت إلى ذلك، وأحلت إلى أول وروده في البحث إلا أن يكون في الموضع الثاني قول للصحابي لا يستقيم جمعه وذكره في الموضع الأول، ففي هذه الحالة أعيد ما ذكر في الموضع الأول بصفة مجملة.
١١- أعلق على الأثر المروي عن جابر ( - رضي الله عنه - ) بما يخدمه (كما سيأتي في المنهج في التعليق والحواشي).
١٢- أترجم لرجال إسناد الأثر ابتداء من شيخ المصنف حتى الراوي عن جابر ( - رضي الله عنه - ) وذلك على النحو الآتي:
أ- إذا كان الراوي من رجال أصحاب الكتب الستة فإني أعتمد في ترجمته على تقريب التهذيب وتهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر والكاشف للإمام الذهبي، وأذكر فيه حكم الحافظ ابن حجر في التقريب ما لم يظهر لي خلافه، فأذكر الراجح فيه مستفيدة ذلك من أقوال أئمة الجرح والتعديل.
وأعتمد في سنة الوفاة على ما ذكره الإمام الذهبي في الكاشف غالبا، فإن لم أجد له سنة وفاة ذكرت طبقته كما في التقريب، ثم أحيل في ترجمته على التقريب ثم التهذيب ثم الكاشف بهذا الترتيب.
ب- إذا لم يكن الراوي من رجال أصحاب الكتب الستة، فإني أترجم له من مصادر أخرى من كتب الرجال، وأذكر فيه من أقوال أئمة الجرح والتعديل ما يبين حاله.
ج- إذا كان الراوي من الموصوفين بالتدليس، رجعت إلى كتاب طبقات المدلسين للحافظ ابن حجر لبيان مرتبته.
" أن الوسطى هي الظهر" (١) (٢).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "وقولهم نزلت هذه الآية في كذا يراد به تارة أنه سبب النزول، ويراد به تارة أن ذلك داخل في الآية وإن لم يكن السبب كما تقول عنى بهذه الآية كذا، وقد تنازع العلماء في قول الصحابي نزلت هذه الآية في كذا هل يجري مجرى المسند كما لو ذكر السبب الذي أنزلت لأجله، أو يجري مجرى التفسير منه الذي ليس بمسند، فالبخاري(٣) يدخله في المسند، وغيره لا يدخله في المسند، وأكثر المسانيد على هذا الاصطلاح كـ"مسند أحمد" وغيره، بخلاف ما إذا ذكر سبباً نزلت عقبه فإنهم كلهم يدخلون مثل هذا في المسند" (٤).

(١) أخرجه أبو داود في سننه (ك: الصلاة، ب: وقت صلاة العصر ) (ص: ٧٠) (ح رقم: ٤١١) مطولاً، ولفظه: عن زيد بن ثابت: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي الظهر بالهاجرة، ولم يكن يصلي صلاة أشد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منها، فنزلت ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى ﴾ وقال: إن قبلها صلاتين وبعدها صلاتين ). قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: صحيح.
(٢) تدريب الراوي (١/١٥٨).
(٣) البخاري: الإمام محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي البخاري، أبو عبد الله أمير المحدثين وأبرز الجهابذة النقاد، صاحب الصحيح وله التاريخ الكبير والصغير، وغيرها كثير. مات -رحمه الله- سنة ست وخمسين ومائتين.
انظر: تهذيب الأسماء واللغات (١/٦٧)، وتذكرة الحفاظ (٢/٥٥٥)، وسير أعلام النبلاء (١٢/٣٩٢).
(٤) مجموع فتاوى شيخ الإسلام (١٣/٣٣٩-٣٤٠).

وهي أخت ثعلبة بن عنمة شقيقته، أسلمت أنيسة وبايعت رسول الله ( - ﷺ - ) (١).
قال جابر ( - رضي الله عنه - ): (أصيب أبي وخالي يوم أحد، فجاءت بهما أمي وقد عرضتهما على ناقة أو قال على جمل، فأقبلت بهما إلى المدينة فنادى منادي رسول الله: أدفنوا القتلى في مصارعهم. قال: فردا حتى دفنا في مصارعهما) (٢).
± ثانياً: إسلامه وفضله ( - رضي الله عنه - ):
(١) انظر: الطبقات الكبرى (٣ / ٥٦١)، و(٨ / ٤٠٨)، وطبقات خليفة (١ / ١٠٢)، والإصابة في تمييز الصحابة (٧ / ٥٢٢). وسمَّ خليفة في طبقاته، وابن عبد البر في الاستيعاب (١ / ٢٢٠)، وابن الأثير في أسد الغابة (١ / ٣٧٧)، والمزي في تهذيب الكمال (٤ / ٤٤٨) أباها " عقبة " والذي يظهر أن الصواب " عنمة " لأن ابن حجر ضبط ذلك بقوله: بفتح المهملة والنون، ولأنه جاء في ترجمة أخيها: "ثعلبة بن عنمة كما في الطبقات الكبرى (٣ / ٥٨٠)، والإكمال (١ / ١٦٠)، وغيرها، وعليه فعقبة تصحيف وهو أمر وارد.
قال الحافظ علاء الدين مغلطاي - رحمه الله - في كتابه إكمال تهذيب الكمال (٢/١٣١): "جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام، أمه أنيسة بنت عنمة كذا رأيته بخط الشيخ رضي الدين - رحمه الله - في مواضع مضبوطاً مجوداً، وكذا ذكره الحافظ الدمياطي، والمزي سم أباها عقبة فينظر ".
(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (٣ / ٥٦٢)، من طريق شريك عن الأسود عن نبيح العنزي، وأخرجه الترمذي في الجامع: (ك: الجهاد، ب: ما جاء في دفن القتيل في مقتله) (ص: ٤٠١) (ح رقم: ١٧١٧). من طريق شعبة عن الأسود عنه وفيه: (جاءت عمتي بأبي لتدفنه...). وقال - رحمه الله -: " حديث حسن صحيح ". وقال الألباني -رحمه الله-: "صحيح".
وكما قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في الإصابة في تمييز الصحابة (٧ / ٥٢٢) بعد أن ذكر الروايتين: "ويحتمل إن كان محفوظاً أن تكون كل منهما شاركت في ذلك ".

فتفسيره ( - رضي الله عنه - ) للآية في معنى قوله ( - ﷺ - ): (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم بن مريم مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد)(١).
اللغة العربية هي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم، فاكتسبت بذلك أهمية بالغة لا تبلغها غيرها من لغات العالم أجمع، لأنه لا سبيل لفهم هذا الكتاب العزيز إلا بفهمها، ومعرفة دقائقها وأسرارها.
قال تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (١٩٥) ﴾ (٢)، وقال تعالى: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٣) ﴾ (٣) فمن هذه الآيات وغيرها تتضح مكانة اللغة العربية، وأهميتها للمفسر لكتاب الله - عز وجل - ولذا قال الإمام مالك(٤) -رحمه الله-: "لا أوتى برجل غير عالم بلغة العرب يفسر القرآن إلا جعلته نكالا "(٥).
(١) أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة (ك: البيوع، ب: قتل الخنزير) (٢/٧٧٤) (ح رقم: ٢١٠٩).
(٢) سورة الشعراء، الآية: ١٩٢ - ١٩٥.
(٣) سورة الزخرف، الآية: ٣.
(٤) الإمام مالك: بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، ويكنى أبا عبد الله إمام دار الهجرة وأحد الأئمة الأربعة. استغرق تأليفه الموطأ أربعين سنة، عرضه خلالها على سبعين فقيهاً من فقهاء المدينة مات - رحمه الله - سنة تسع وسبعين ومائة.
انظر: صفة الصفوة (٢/١٧٧)، تهذيب الأسماء واللغات (٢/٣٨٣)، وتذكرة الحفاظ (١/٢٠٧).
(٥) البرهان في علوم القرآن (١ / ٢٩٢ ).

قال تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (٧٩) ﴾ (١).
٥ - قال الإمام ابن أبي داود(٢) - رحمه الله -: حدثنا عبد الله بن سعيد، حدثنا ابن إدريس، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر: "أنه كره بيعها - أي المصاحف - وشراءها "(٣).
± رجال الإسناد:
­ عبد الله بن سعيد: بن حُصَين الكِنْدي، أبو سعيد الأشجّ الكوفي، ثقة. مات سنة سبع وخمسين ومائتين(٤).
­ ابن إِدْريس: هو عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن بن الأَسْود الأَوْدي الزَّعْافري، أبو محمد الكوفي، ثقة، فقيه، عابد. مات سنة اثنتين وتسعين ومائة، وله بضع وسبعون سنة(٥).
­ ابن جُرَيج: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي، مولاهم ثقة، فقيه، فاضل، كان يدلس ويرسل. مات سنة خمسين ومائة، عده ابن حجر من المرتبة الثالثة في طبقات المدلسين(٦).
(١) سورة البقرة الآية: ٧٩.
(٢) الإمام ابن أبي داود: عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، أبو بكر. ولد سنة ثلاثين ومائتين. صاحب التصانيف، صنف المسند والسنن وغيرها. مات - رحمه الله - سنة ست عشر وثلاث مائة.
انظر: تاريخ بغداد (٩ / ٤٦٥)، وتذكرة الحفاظ (٢ / ١٦٧)، وسير أعلام النبلاء (١٣ / ٢٢١).
(٣) كتاب المصاحف (ص: ١٦٥).
(٤) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٣٠٥)، وتهذيب التهذيب (٥ / ٢٠٨)، والكاشف (١ / ٥٥٨).
(٥) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٢٩٥)، تهذيب التهذيب (٥ / ١٢٦)، الكاشف (١ / ٥٣٨).
(٦) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٣٦٣)، تهذيب التهذيب (٦ / ٣٥٧)، الكاشف (١ / ٦٦٦)، طبقات المدلسين (ص: ٤١).

­ سليمان بن أحمد: بن أيوب اللخمي، الشامي الطبراني، قال الذهبي: "هو الإمام الحافظ الثقة الرحَّال الجوَّال، محدث الإسلام علم المعمرين". مات سنة ستين وثلاث مائة(١).
­ أحمد بن داود المكي: هو أحمد بن داود بن موسى، أبو عبد الله السدوسي، ويعرف بالمكي، بصري سكن مصر، وثقه الإمام ابن الجوزي(٢). مات -رحمه الله- سنة اثنتين وثمانين ومائتين(٣).
­ بشر بن مهران: الخصَّاف مولى بني هاشم يروي عن محمد بن دينار الطاحي، ويقال: بشير. تركه أبو حاتم وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "يروي عنه البصريون الغرائب"، وذكره الذهبي في المغني في الضعفاء(٤).
­ محمد بن دينار: الأزدي ثم الطاحي، أبو بكر بن أبي الفرات البصري، صدوق، سيء الحفظ، وتغير قبل موته، من الثامنة(٥).
­ داود بن أبي هند: القشيري مولاهم، أبو بكر أو أبو محمد، البصري، ثقة، متقن، كان يهم بأخرة. مات سنة أربعين ومائة(٦).
(١) انظر: تذكرة الحفاظ (٣ / ٩١٢)، سير أعلام النبلاء (١٦/ ١٢٠)، ميزان الاعتدال (٢ / ١٩٥).
(٢) الإمام ابن الجوزي: عبد الرحمن بن علي بن محمد القرشي، يرجع نسبه إلى أبي بكر الصديق ( - رضي الله عنه - )، عالم في الحديث والتفسير وغيرها، ومن الوعاظ المشاهير من مؤلفاته: زاد المسير، والمنتظم وغيرها. مات -رحمه الله- سنة سبع وتسعين وخمس مائة.
انظر: وفيات الأعيان (٣/٤٠)، والأعلام (٣/٣١٦).
(٣) انظر: المنتظم لابن الجوزي (٥/١٥١).
(٤) انظر: الثقات لابن حبان (٨ / ١٤٠)، الجرح والتعديل (٢/ ٣٦٩)، وميزان الاعتدال (١/٣٢٥)، والمغني في الضعفاء (١/١٠٨).
(٥) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٤٧٧)، تهذيب التهذيب (٩ / ١٣٦)، الكاشف (٢ / ١٦٩).
(٦) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٢٠٠)، تهذيب التهذيب (٣ / ١٧٧)، الكاشف (١ / ٣٨٢).

القول الثاني: أن معناه: إلا ما ملكت أيمانكم من الإماء ذوات الأزواج بسبي أو غير سبي، وعلى هذا تأول الآية جابر، وابن مسعود، وأبي بن كعب، وأنس ( - رضي الله عنهم - ) وكان هؤلاء
يرون بيع الأمة طلاقاً(١).
ووجهه: أن كل من ملك أمة فهي له حلال على ظاهر الكتاب ذات زوج كانت أو غير ذات زوج، وإن كان ذلك كذلك فلا بد أن يكون بيع الأمة طلاقاً لها؛ لأن الفرج يحرم على اثنين في حال واحدة بإجماع من المسلمين(٢).
والذي يظهر -والله أعلم بالصواب- أن بيع الأمة ليس طلاقاً لها، وأن المراد بالاستثناء في الآية المسبيات اللاتي سبين وهن ذوات أزواج، وفي ذلك نزلت الآية، فقد أخرج مسلم وغيره عن أبي سعيد الخدري ( - رضي الله عنه - ) قال: (أصابوا سبيا يوم أوطاس(٣) لهن أزواج فتخوفوا؛ فأنزلت هذه الآية: ﴿ * وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ )(٤). وإن كان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، إلا أنه قد يخص بالسبب إذا كان هناك مانع من العموم كالحال هنا، فحديث بريرة(٥)
(١) زاد المسير (٢ / ١٠٧)، وانظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٥ / ٨١)، تفسير القرآن العظيم لابن كثير (١/٦١٨ - ٦١٩).
(٢) انظر: الاستذكار لابن عبد البر (٥ / ٤٩٨)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٥ / ٨١).
(٣) أوطاس: واد في ديار هوازن، ويقع في شمال شرقي عشيرة على ضفة العتيق قرب بركة زبيدة وهو اليوم من ديار الشيابين والروقة من عتيبة وهي أرض جلدة ليس فيها جبال ولا حزوم ولا رمل.
انظر: معجم ما استعجم (١/٢١٢)، ومعجم معالم الحجاز (١/١٥٢).
(٤) صحيح مسلم (ك: الرضاعة، ب: جواز وطء المسبية بعد الإستبراء وإن كان لها زوج) (٢ / ١٠٨٠) (ح رقم: ١٤٥٦).
(٥) بريرة: هي مولاة عائشة -رضي الله عنها- اشترتها من رجل من بني هلال واعتقتها، وكان في قصة عتقها كثير من الأحكام.
انظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (٤/١٧٩٥)، وسير أعلام النبلاء (٢/٢٩٧)، والإصابة في تمييز الصحابة (٧/٥٣٥).

قال الإمام الجصاص(١) - رحمه الله -: "وما ذكر عنه من الكراهة يدل على أنه ليس على وجه التحريم "(٢).
وقال الإمام المحاسبي - رحمه الله -: "فلم تزل الأمة مجمعة على أن نكاح نساء أهل الكتاب حلال إلا ابن عمر -رضي الله عنهما- فإنه كرهه، وكرهه عمر ( - رضي الله عنه - ) وغيره بغير التحريم خوفا أن تكون الذمية ليست عفيفة "(٣).
فقول عمر وابنه -رضي الله عنهما- بالكراهة لا ينافي ما روي عن الصحابة من إباحة ذلك؛ لأن الإباحة تعني عدم الحرمة، وهذا لا ينافي الكراهة، وعليه فالصحابة مجمعون على عدم تحريم ذلك. والله أعلم.
قال الإمام الجصاص - رحمه الله -: "ولا نعلم عن أحد من الصحابة والتابعين تحريم نكاحهن، وما روي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- فيه، فلا دلالة فيه على أنه رآه محرما وإنما فيه عنه الكراهة كما روي كراهة عمر لحذيفة -رضي الله عنهما- تزويج الكتابية من غير تحريم، وقد تزوج عثمان وطلحة وحذيفة ( - رضي الله عنهم - ) الكتابيات، ولو كان ذلك محرما عند الصحابة لظهر منهم نكير أو خلاف، وفي ذلك دليل على اتفاقهم على جوازه "(٤).
وحكى الموفق ابن قدامة وشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمهما الله - الإجماع على ذلك(٥).
(١) الجصاص: أحمد بن علي أبو بكر الرازي المعروف بالجصاص، سكن بغداد وعنه أخذ فقاؤها، وكان إمام أصحاب أبي حنيفة في وقته، من أهم مصنفاته: شرح الجامع، وأصول الفقه. مات -رحمه الله- سنة سبعين وثلاث مائة.
انظر: طبقات الحنفية (١/٨٤)، والفوائد البهية (ص: ٢٧)، وتاج التراجم (ص: ٦).
(٢) أحكام القرآن للجصاص (٢ / ١٥).
(٣) فهم القرآن (ص: ٤٦١).
(٤) أحكام القرآن (٢ / ١٦).
(٥) انظر: المغني (٧ / ٩٩)، ودقائق التفسير (٢ / ١٦).

-رحمه الله-: " وروى ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر -ayah text-primary">﴿ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ﴾ إلا أن يكون عبداً أو أحداً من أهل الجزية، وهذا مذهب الكوفيين أن المشركين في الآية يراد بهم من ليس له عهد، وأن ذلك في سائر المساجد ومذهب المدنيين أن الآية عامة لجميع الكفار، وأنه يحال بينهم وبين جميع المساجد، ومذهب المدنيين في هذا أحسن لقول الله جل وعز: -ayah text-primary">﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ ﴾ (١) أي تصان فيجب على هذا أن ترفع عن دخولهم؛ لأنهم لا يعظمونها
في دخولهم"(٢).
وقال في موضع آخر: "... فإن قال قائل: فقد قال قوم من العلماء: إنه لا يقال لأهل الكتاب مشركون، وإنما المشرك من عبد وثنا مع الله عز وجل فأشرك به.
قال أبو جعفر: وممن يروى عنه هذا القول أبو حنيفة(٣)، وزعم أن قول الله عز وجل: ﴿ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ﴾ أنه يراد به أهل الأوثان، وأن لليهود والنصارى أن يقربوا المسجد الحرام.
(١) سورة النور الآية: ٣٦.
(٢) معاني القرآن (٣/١٩٥-١٩٦).
(٣) أبو حنيفة: النعمان بن ثابت التيمي، مولاهم الكوفي، الإمام الفقيه، أول الأئمة الأربعة، عالم زاهد، وهو من المقلين للرواية. مات -رحمه الله- سنة خمسين ومائة.
انظر: طبقات الفقهاء للشيرازي (ص: ٨٧)، والانتقاء في فضائل الأئمة الفقهاء لابن عبد البر (ص: ١٢٢)، وطبقات الحنفية لعبد القادر بن أبي الوفاء (ص: ٢٦).

وقال الإمام ابن جرير -رحمه الله- :"وأولى هذه الأقوال في تأويل هذه الآية بالصواب، القول الذي ذكرنا عن قتادة والضحاك: من أن ذلك استثناء في أهل التوحيد من أهل الكبائر، أنه يدخلهم النار خالدين فيها أبدا، إلا ما شاء من تركهم فيها أقل من ذلك، ثم يخرجهم فيدخلهم الجنة، كما قد بينا في غير هذا الموضع بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع، وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال بالصحة في ذلك، لأن الله جل ثناؤه أوعد أهل الشرك به الخلود في النار، وتظاهرت بذلك الأخبار عن رسول الله ( - ﷺ - )، فغير جائز أن يكون استثناء في أهل الشرك وأن الأخبار قد تواترت عن رسول الله ( - ﷺ - ) أن الله يدخل قوما من أهل الإيمان به بذنوب أصابوها النار، ثم يخرجهم منها فيدخلهم الجنة، فغير جائز أن يكون ذلك استثناء في أهل التوحيد قبل دخولها، مع صحة الأخبار عن رسول الله ( - ﷺ - ) بما ذكرنا، وأنا إن جعلناه استثناء في ذلك كنا قد دخلنا في قول من يقول: "لا يدخل الجنة فاسق ولا النار مؤمن"، وذلك خلاف مذاهب أهل العلم، وما جاءت به الأخبار عن رسول الله ( - ﷺ - ). فإذا فسد هذان الوجهان، فلا قول قال به القدوة من أهل العلم إلا الثالث"(١).
(١) جامع البيان (٧ / ١١٦).

بيضاوين من رياط الجنة، ثم أكسى على أثره فأقوم عن يمين الله - عز وجل - مقاما يغبطني فيه الأولون والآخرون...) الحديث(١).
فالذي يظهر أن المقام المحمود هو: الشفاعة العظمى الخاصة بنبينا محمد ( - ﷺ - )، وعليه يحمل قول من فسره بالشفاعة مطلقاً، فلعل مرادهم بالشفاعة: أي الشفاعة المعهودة وهي الشفاعة العظمى لا سائر الشّفاعات الأخرى، وأما ما جاء عن جابر ( - رضي الله عنه - ) من تفسيره المقام المحمود بإخراج عصاة الموحدين فيحتمل أنه فسره بهذا التفسير رداً على سؤال السائل كما يظهر من سياق الأثر، فلا يقتضي ذلك أنه لا يرى أن المقام المحمود هو الشفاعة العظمى.
قال الإمام ابن جرير -رحمه الله- :"قال أكثر أهل العلم: ذلك هو المقام الذي هو يقومه ( - ﷺ - ) يوم القيامة للشفاعة للناس؛ ليريحهم ربهم من عظيم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم"(٢).
وقال الإمام الذهبي - رحمه الله - :"ولكن ثبت في الصحاح أن المقام المحمود هو : الشفاعة العامة الخاصة بنبينا محمد ( - ﷺ - )"(٣).
قال الشيخ الألباني - رحمه الله - معلقا على قول الإمام الذهبي :"قلت وهذا هو الحق في تفسير المقام المحمود دون شك ولا ريب للأحاديث التي أشار إليها المصنف - رحمه الله تعالى - وهو الذي رجحه الإمام ابن جرير في تفسيره ثم القرطبي، وهو الذي لم يذكر الحافظ ابن كثير غيره وساق الأحاديث المشار إليها... "(٤).
أما الآثار الأخيرة الواردة في القول الرابع فلا تُعارض ما تقدم، وهي إن صحت صفات للمقام المحمود الذي يشفع فيه ( - ﷺ - ) وفيها الدلالة على تشريفه وعلو منزلته عند ربه عز وجل.
(١) المستدرك (ك: التفسير) (٢ / ٣٩٦) (ح رقم: ٣٣٨٥).
(٢) جامع البيان (٨ / ١٣١).
(٣) مختصر العلو للألباني (ص: ١٥).
(٤) المصدر السابق.

قال القاضي ابن أبي العز الحنفي - رحمه الله - بعد أن ذكر حديث حفصة السابق: "أشار ( - ﷺ - ) إلى أن ورود النار لا يستلزم دخولها، وأن النجاة من الشر لا تستلزم حصوله، بل تستلزم انعقاد سببه، فمن طلبه عدوه ليهلكوه ولم يتمكنوا منه، يقال: نجاه الله منهم... وكذلك حال الواردين النار، يمرون فوقها على الصراط، ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيا "(١).
وقال الإمام النووي - رحمه الله -: "والصحيح أن المراد بالورود في الآية المرور على الصراط وهو جسر منصوب على جهنم، فيقع فيها أهلها وينجو الآخرون "(٢).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "وأما الورود المذكور في قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ﴾ فقد فسره النبي ( - ﷺ - ) في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه عن جابر - بأنه المرور على الصراط، والصراط هو الجسر، فلا بد من المرور عليه لكل من يدخل الجنة "(٣).
(١) شرح العقيدة الطحاوية (٢ / ٦٠٧).
(٢) شرح النووي على صحيح مسلم (١٦ / ٤٧).
(٣) مجموع الفتاوى (٤ / ٢٧٩).

ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء، فو الله لا آتي بهم حتى يقضي حاجته! قال: فما لبثوا إلا يسيراً حتى جاء هلال بن أمية، وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم فجاء من أرضه عشاء فوجد عند أهله رجلاً فرأى بعينه وسمع بأذنه، فلم يهجه حتى أصبح، فغدا على رسول الله فقال: يا رسول الله، إني جئت أهلي عشاء فوجدت عندها رجلاً، فرأيت بعيني وسمعت بأذني. فكره رسول الله ما جاء به واشتد عليه واجتمعت الأنصار فقالوا: قد ابتلينا بما قال سعد، الآن يضرب رسول الله هلال بن أمية، ويبطل شهادته في المسلمين. فقال هلال: والله إني لأرجو أن يجعل الله لي منها مخرجاً، فقال هلال: يا رسول الله، إني قد أرى ما اشتد عليك مما جئت به، والله يعلم إني لصادق. ووالله إن رسول الله يريد أن يأمر بضربه؛ إذ أنزل الله على رسوله الوحي...)(١). الحديث.
إلى غير ذلك مما روي في سبب نزول هذه الآيات(٢)، ولا تعارض بينها إذ لا مانع أن تتعدد القصص ويتحد النزول، وقول جابر ( - رضي الله عنه - ): "ما نزلت آية التلاعن إلا لكثرة السؤال" يؤيد ذلك لما فيه من الدلالة على تكرر السؤال من الصحابة ( - رضي الله عنهم - ).
ولذا اختار بعض أهل العلم تعدد السبب في نزولها؛ جمعاً بين الروايات الواردة في ذلك.
قال الخطيب - رحمه الله - :"حديث هلال وعويمر صحيحان فلعلهما اتفقا معا في مقام واحد أو مقامين ونزلت الآية الكريمة في تلك الحال، لا سيما وفي حديث عويمر كره رسول الله السائل يدل على أنه سبق بالمسألة، مع ما روينا عن جابر أنه قال: ما نزلت آية اللعان إلا لكثرة السؤال "(٣).
(١) المسند (١ / ٢٣٨) (ح رقم: ٢١٣١).
(٢) اقتصرت على ما ذكر من الروايات لما ورد فيها من الإشارة لكثرة السؤال وتكرره من الصحابة ( - رضي الله عنهم - ) وهو ما يوافق قول جابر ( - رضي الله عنه - ): "إلا لكثرة السؤال". وقد وردت روايات عدة وبسياقات مختلفة.
(٣) انظر: عمدة القاري (١٣ / ٢٤٩).

ضعيف، لأن محمد بن أبي عدي روى عن سعيد بن أبي عروبة بعد اختلاطه، كما نص على ذلك ابن الكيال(١)، وفيه كذلك قتادة مدلس، وقد عنعن.
± تخريج الأثر والحكم عليه:
أخرجه ابن جرير من طريق محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عنه به.
وأخرجه البخاري في صحيحه(٢) من طريق يزيد بن زريع(٣)، عن سعيد عن قتادة: "قلت لسعيد بن المسيب: بلغني أن جابر بن عبد الله كان يقول: كانوا أربع عشرة مائة، فقال لي سعيد: حدثني جابر كانوا خمس عشرة مائة الذين بايعوا النبي ( - ﷺ - ) يوم الحديبية".
فخالف يزيد محمداً في روايته عن سعيد، ورواية يزيد بن زريع أرجح، لأنه روى عن سعيد قبل اختلاطه بخلاف محمد فقد روى عن سعيد بعد اختلاطه(٤)، ومما يرجح رواية يزيد ورودها من وجه آخر عن قتادة، وهو ما أخرجه ابن حبان في صحيحه(٥)، والبيهقي في السنن الكبرى(٦) كلاهما من طريق قرة بن خالد(٧) عن قتادة بنحو رواية البخاري، فيترجح بذلك رواية يزيد بن زريع على رواية محمد بن أبي عدي. والله أعلم.
(١) الكواكب النيرات (ص: ٣٧).
(٢) صحيح البخاري (ك: المغازي، ب: غزوة الحديبية) (٤ / ١٥٢٦) (ح رقم: ٣٩٢٢).
(٣) يزيد بن زريع: أبو معاوية التميمي ثقة ثبت، مات -رحمه الله- سنة اثنتين وثمانين ومائة.
انظر: تقريب التهذيب (ص: ٦٠١)، وتهذيب التهذيب (١١/٢٨٤)، والكاشف (٢/٣٨٢).
(٤) انظر: الكواكب النيرات (ص: ٣٧).
(٥) صحيح ابن حبان (ك: السير، ب: الموادعة والمهادنة) (١١ / ٢٣٠) (ح رقم: ٤٨٧٤).
(٦) سنن البيهقي الكبرى (ك: الحج، ب: الاشتراك في الهدي) (٥ / ٢٣٥) (ح رقم: ٩٩٧٩).
(٧) قرة بن خالد: السدوسي البصري، ثقة ضابط، مات -رحمه الله- سنة أربع وخمسين ومائة.
انظر: تقريب التهذيب (ص: ٤٥٥)، وتهذيب التهذيب (٨/٣٣٢)، والكاشف (٢/١٣٦).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "... إن ما في حديث عائشة الذي في الصحيحين يبين أن أول ما نزل: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ﴾ نزلت عليه وهو في غار حراء، وأن المدثر نزلت بعد، وهذا هو الذي ينبغي؛ فإن قوله ﴿ اقْرَأْ ﴾ أمر بالقراءة لا بتبليغ الرسالة وبذلك صار نبياً، وقوله: ﴿ قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) ﴾ (١) أمر بالإنذار وبذلك صار رسولا منذراً"(٢).
وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: "رواية الزهري عن أبي سلمة عن جابر تدل على أن المراد بالأولية في قوله: (أول ما نزل سورة المدثر) أولية مخصوصة بما بعد فترة الوحي، أو مخصوصة بالإنذار، لا أن المراد: أنها أولية مطلقة، فكأن من قال أول ما نزل: ﴿ اقْرَأْ ﴾ أراد أولية مطلقة، ومن قال إنها المدثر أراد بقيد التصريح بالإرسال "(٣).
أما قول عائشة رضي الله عنها: "إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار... "، فقد أورد السيوطي - رحمه الله - هذا الأثر عن عائشة ثم علق بقوله: "وقد استشكل هذا بأن أول ما نزل ﴿ اقْرَأْ ﴾ وليس فيها ذكر الجنة والنار، وأجيب: بأن مِنْ مقدرة أي: من أول ما نزل والمراد سورة المدثر فإنها أول ما نزل بعد فترة الوحي وفي آخرها ذكر الجنة والنار، فلعل آخرها نزل قبل نزول بقية ﴿ اقْرَأْ ﴾ "(٤).
قال تعالى: ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ tûüإزح !$sƒّ:$# (٤٥) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (٤٦) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (٤٧) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (٤٨) ﴾ (٥).
(١) سورة المدثر الآية: ٢.
(٢) مجموع فتاوى شيخ الإسلام (١٦ / ٢٥٥).
(٣) فتح الباري (٨ / ٦٧٨).
(٤) الإتقان في علوم القرآن (١ / ٧٧).
(٥) سورة المدثر من الآية ٤٢ إلى الآية ٤٨.

٥٥. البرهان في علوم القرآن لمحمد بن بهادر بن عبد الله الزركشي المتوفى سنة (٧٩٤ هـ)- تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم- دار المعرفة- بيروت- ١٣٩١ هـ.
٥٦. البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان لعباس بن منصور السكسكي الحنبلي- تحقيق: خليل أحمد إبراهيم الحاج- دار التراث العربي للطباعة والنشر- الطبعة الأولى- ١٤٠٠هـ.
٥٧. بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث للحافظ نور الدين أبى الحسن على بن أبى بكر بن سلمان الهيتمي المتوفى سنة (٨٠٧ هـ)- تحقيق: د. حسين أحمد صالح الباكري- مركز خدمة السنة- المدينة المنورة- الطبعة الأولى ١٤١٣هـ- ١٩٩٢م.
٥٨. بغية الطلب في تاريخ حلب لكمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة- تحقيق: د. سهيل زكار- دار الفكر- بيروت- الطبعة الأولى- ١٩٨٨م.
٥٩. بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة لجلال الدين السيوطي- تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم- طبعة عيسى البابي وشركاؤه- الطبعة الأولى- ١٣٨٤ هـ.
٦٠. بقي بن مخلد القرطبي المتوفى سنة (٢٧٦ هـ)، ومقدمة مسنده (عدد ما لكل واحد من الصحابة من الحديث)- دراسة وتحقيق: د. أكرم ضياء العمري- الطبعة الأولى- ١٤٠٤ هـ- ١٩٨٤ م.
٦١. بلدان الخلافة الشرقية للمؤلف: كي لسترنج- مؤسسة الرسالة- بيروت- الطبعة الثانية- ١٤٠٥ هـ.
٦٢. بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام للحافظ أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الملك المعروف بابن القطان المتوفى سنة (٦٢٨ هـ)- دراسة وتحقيق: د/ الحسين آية سعيد- دار طيبة- المملكة العربية السعودية- الرياض- الطبعة الأولى- ١٤١٨ هـ.
٦٣. تاج التراجم في طبقات الحنفية لزين الدين قاسم بن قطلوبنا- طبع بمطبعة المعاني بغداد- ١٩٦٢ م.
٦٤. تاج العروس من جواهر القاموس للسيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي المتوفى سنة (١٢٠٥ هـ)- تحقيق: مصطفى حجازي- طبعة حكومة الكويت- ١٣٩٤ هـ.
ë="tGد. çm"oYّ٩t"Rr& y٧ّ‹s٩خ) ش٨tچ"t٦مB (#ےrمچ­/£‰u‹دj٩ ¾دmدG"tƒ#uن }... ٢٩... =... ٢٠، ١٠٩
٢٥... ﴿ ؟ھ!$# tA¨"tR z`|،ômr& د]ƒد‰ptّ:$# $Y٦"tGد. $Ygخ٦"t±tFoB ﴾... ٢٣... الزمر... ٨٨
﴿ ؟y‡دےçRur 'خû ح'qگء٩$# t، دè|ءsù `tB 'خû دN؛uq"yJ، ،٩$# ﴾... ٦٨... =... ٤١٨
٢٦... ﴿ ؟y٧د٩؛x‹x.ur !$uZّ‹ym÷rr& y٧ّ‹s٩خ) %[nrâ' ô`دiB $tRجچّBr& ﴾... ٥٢... الشورى... ٤٢٢
٢٧... ﴿ ؟$¯Rخ) çm"oYù=yèy_ $؛R؛uنِچè% $|‹خ/tچtم ِNà٦¯=yè©٩ ﴾... ٣... الزخرف... ٩٦
٢٨... ﴿ ؟!$¯Rخ) çm"oYّ٩t"Rr& 'خû ٧'s#ّ‹s٩ >px.tچ"t٦oB $¯Rخ) $¨Zن. z`ƒح'ة‹ZمB ﴾... ٣... الدخان... ١٤٦
﴿ ؟٨يrâ'م-ur ٥Q$s)tBur ٥Oƒجچx. اثدب ﴾... ٢٦... =... ٤٢٥، ٤٢٧
٢٩... ﴿ ؟ںxsùr& tbrمچ­/y‰tGtƒ ڑc#uنِچà)ّ٩$# ôQr& ٤'n؟tم ﷺ>qè=è% ﴾... ٢٤... محمد... ١٠٩
٣٠... ﴿ ؟$¯Rخ) $oYَstFsù y٧s٩ $[s÷Gsù $YZ خ٧oB ﴾... ١... الفتح... ٤٢٩، ٤٣٢
﴿ ؟ô‰s)©٩ ڑ_إجu' ھ!$# ا`tم ڑْüدZدB÷sكJّ٩$# ّŒخ) ﴾... ١٨... =... ٤٣٥، ٤٤٤
٣١... ﴿ ؟$pkڑ‰r'¯"tƒ tûïد%©!$# (#qمZtB#uن ںw (#qمBدd‰s)è؟ tû÷üt/ ؤ"y‰tƒ "!$# ﴾... ١... الحجرات... ٤٥٣
٣٢... ﴿ ؟tûïد%©!$#ur râن

qt٧s؟ u'#¤$!$# z`"yJƒM﴾$#ur }... ٩... الحشر... ٣٩

٣٣... ﴿ ؟$pkڑ‰r'¯"tƒ گسة<¨Z٩$# #sŒخ) x٨uن!%y` àM"oYدB÷sكJّ٩$# y٧uZ÷èخƒ$t٧مƒ ﴾... ١٢... الممتحنة... ٤٥٦
٣٤... ﴿ uqèd "د%©!$# ِ/ن٣s)n=s{ ِ/ن٣ZدJsù ضچدù%ں٢ /ن٣ZدBur ض`دB÷soB ﴾... ٢... التغابن... ٣١٥
٣٥... ﴿ ؟tPِqtƒ ك#t±ُ٣مƒ `tم ٥-$y™ ﴾... ٤٢... القلم... ٩٧
٣٦... ﴿ ؟tûïد%©!$#ur ِNèd ِNخgإ_rمچàےد٩ tbqفàدے"ym ﴾... ٢٩-٣٠... المعارج... ٢٣١
٣٧... ﴿ ؟$pkڑ‰r'¯"tƒ مچدoO£‰كJّ٩$# ﴾... ١... المدثر... ٤٥٩، ٤٦٢
﴿ ؟$pkڑ‰r'¯"tƒ مچدoO£‰كJّ٩$# اتب َOè% ِ'ة‹Rr'sù ﴾... ١، ٢... =... ٤٦٠
﴿ ؟$tB َOن٣x٦n=y™ 'خû tچs)y™ احثب (#qن٩$s% َOs٩ à٧tR ﴾... ٤٢-٤٨... =... ٤٦٤، ٤٦٦
٣٨... ﴿ ؟×nqم_مr ٧‹ح´tBِqtƒ îouژإر$¯R اثثب ٤'n<خ) $pkحh٥u' ×otچدك$tR ﴾... ٢٢، ٢٣... القيامة... ٤٦٨، ٤٧٠
٣٩... ﴿ ؟ù&tچّ%$# ةOَ™$$خ/ y٧خn/u' "د%©!$# t،n=y{ ﴾... ١... الأعلى... ٤٥٩، ٤٦٣
٤٠... ﴿ ù&tچّ%$# ةOَ™$$خ/ y٧خn/u' "د%©!$# t،n=y{ اتب t،n=y{ ﴾... ١- ٥... =... ٤٦٢
١١٢... "رأيت الدخان يخرج من مسجد الضرار "... جابر بن عبد الله... ٣٣١
١١٣... "رأيت الدخان يخرج من مسجد الضرار حين انهار"... جابر بن عبد الله... ٣٣٢
١١٤... "رأيت المسجد الذي بني ضرارا ً يخرج منه الدخان.."... جابر بن عبد الله... ٣٢٩
١١٥... "الرجل يتزوج المرأة فيخلو بها"... عبد الله بن عباس... ١٨٩
١١٦... "الركعتان في السفر تمام، إنما القصر واحدة واحدة "... جابر بن عبد الله... ٢٦٠
١١٧... سألت جابر بن عبد الله: أي القرآن أنزل أول..."... جابر بن عبد الله... ٤٥٩
١١٨... " ﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ﴾ يهود المدينة "... جابر بن عبد الله... ٢٨٦
١١٩... ﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ ﴾ يهود المدينة"... جابر بن عبد الله... ١١٠
١٢٠... "سمعت مسلمة بن مخلد يقول: بينا أنا على مصر"... رجاء بن حيوة... ٦٢
١٢١... "سيأتي على جهنم يوم لا يبقى فيها أحد "... أبو هريرة... ٣٤٧
١٢٢... "شهدنا الحديبية فلما انصرفنا عنها إذا الناس ينفرون الأباعر.."... مجمع بن جارية... ٤٣٢
١٢٣... " ﴿ ص ﴾ ما ندري ما هو؟"... جابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس... ٤١٤
١٢٤... " ﴿ ص ﴾ صدق محمد ( - ﷺ - )"... عبد الله بن عباس... ٤١٤
١٢٥... " ﴿ ص ﴾ كان بحر بمكة وكان عليه عرش الرحمن..."... عبد الله بن عباس... ٤١٥
١٢٦... " ﴿ ص ﴾ محمد ( - ﷺ - )"... عبد الله بن عباس... ٤١٤
١٢٧... " ﴿ ص ﴾ وأشباهها قسم أقسم الله به وهو من أسمائه"... عبد الله بن عباس... ٤١٤
١٢٨... "ص معناه صادق فيما وعد"... عبد الله بن عباس... ٤١٤
١٢٩... "الصاد اسم بحر في السماء"... علي بن أبي طالب... ٤١٤
١٣٠... "صبَّح أناس غداة أحد الخمر فقتلوا من يومهم "... جابر بن عبد الله... ٢٩٧
١٣١... " ﴿ الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ الذي تركنا عليه رسول الله.."... عبد الله بن مسعود... ١٢٧
١٣٢... "الصراط المستقيم تركنا رسول الله ( - ﷺ - ) على طرفه والطرف الآخر في الجنة"... عبد الله بن مسعود... ١٢٨
١٣٣... "الصراط المستقيم كتاب الله تعالى ذكره "... علي، وابن مسعود... ١٢٧
٢٤٧... عبد الله بن المبارك... ٢٣٩-٢٤٠
٢٤٨... عبد الله بن محمد بن إبراهيم (ابن أبي شيبة)... ١٤٨
٢٤٩... عبد الله بن محمد بن جعفر (أبو الشيخ)... ١٣٣
٢٥٠... عبد الله بن محمد بن عبيد (ابن أبي الدنيا)... ١٣٢
٢٥١... عبد الله بن محمد بن عقيل... ٧٠-٧٣
٢٥٢... عبد الله بن مسعود بن غافل - رضي الله عنه -... ٢٠
٢٥٣... عبد الله بن المغيرة... ٢٠٢
٢٥٤... عبد الله بن نافع... ٢٧٣
٢٥٥... عبد الله بن نمير... ٣٠٤
٢٥٦... عبد الله بن الوليد... ٣٠٥
٢٥٧... عبد الله بن وهب بن مسلم... ٤٤٥
٢٥٨... عبد الله بن يزيد بن راشد... ٣٩١
٢٥٩... عبد الله الداناج... ٣٣٠
٢٦٠... عبد المجيد بن عبد العزيز... ١٨٣
٢٦١... عبد الملك بن عبد العزيز (ابن جريج)... ١٣٦-١٣٧
٢٦٢... عبد الملك بن معن... ٣٧٥
٢٦٣... عبد الواحد بن أحمد (الهروي)... ٢١٣
٢٦٤... عبد الواحد بن غياث... ١٥٧
٢٦٥... عبدة بن سليمان... ٣٨٠
٢٦٦... عبيد بن محمد... ٣٤١
٢٦٧... عبيد الله بن أبي حميد... ١٤٤
٢٦٨... عبيد الله بن سعيد بن يحيى... ٤٦٨-٤٦٩
٢٦٩... عبيد الله بن عبد الكريم (أبو زرعة)... ٦٧
٢٧٠... عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي... ٢٠٢
٢٧١... عبيد الله بن عمر بن حفص... ٣٠٤
٢٧٢... عبيد الله بن محمد بن بطة... ٤٠٩
٢٧٣... عبيد الله بن موسى بن باذام... ٣٩٩
٢٧٤... عثمان بن سعيد (الدارمي)... ١٥٩
٢٧٥... عثمان بن صلاح الدين (ابن الصلاح)... ٢٣
٢٧٦... عثمان بن عمر بن فارس... ٤٦٠
٢٧٧... عثمان بن مظعون - رضي الله عنه -... ٣٦٥
٢٧٨... عطاء بن أبي رباح... ١٢١
٢٧٩... عطاء بن السائب بن علية... ٢٠٧
٢٨٠... عطية بن سعد... ١٨٠
٢٨١... عطية بن محمد بن سالم... ٤٧٧
٢٨٢... عقيل بن معقل... ١٩٤-١٩٥
٢٨٣... عكرمة مولى ابن عباس... ٣٠٢
٢٨٤... علقمة بن وائل... ٣٨٢
٢٨٥... علي بن أبي بكر بن سليمان (الهيثمي)... ٣٧٠
٢٨٦... علي بن أبي طلحة... ٢٢٢
٢٨٧... علي بن أحمد بن سعيد (ابن حزم)... ٥٩
٢٨٨... علي بن أحمد بن محمد (الواحدي)... ١٠١
٢٨٩... علي بن الحسن بن هبة الله (ابن عساكر)... ١٣١
٢٩٠... علي بن الجعد... ٢٨٠
٢٩١... علي بن صالح بن صالح... ١٢٥
٢٩٢... علي بن عاصم بن صهيب... ٢٦٥
٢٩٣... علي بن عبد الله بن جعفر (ابن المديني)... ٧٥
٢٩٤... علي بن علي بن محمد (ابن أبي العز)... ٣٤٩
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟ô‰s)©٩؟zسإجu'؟ھ!$#؟ا`tم؟tûüدZدB÷sكJّ٩$#؟؟؟؟ ﴾ ؟؟الفتح : ١٨].... ٤٣٥ - ٤٤٣
تفسير قوله تعالى: ﴿ ô‰s)©٩ ڑ_إجu' ھ!$# ا`tم ڑْüدZدB÷sكJّ٩$# ّŒخ) ڑپtRqمèخƒ$t٧مƒ |MّtrB حotچyf¤±٩$#... ﴾ [الفتح : ١٨].... ٤٤٤ - ٤٥١
o سورة الحجرات:... ٤٥٢
تفسير قوله تعالى: ﴿ $pkڑ‰r'¯"tƒ tûïد%©!$# (#qمZtB#uن ںw (#qمBدd‰s)è؟ tû÷üt/ ؤ"y‰tƒ "!$# د&خ!qك™u'ur... ﴾ [الحجرات: ١].... ٤٥٣ - ٤٥٤
o سورة الممتحنة:... ٤٥٥
تفسير قوله تعالى: ﴿ $pkڑ‰r'¯"tƒ گسة<¨Z٩$# #sŒخ) x٨uن!%y` àM"sYدB÷sكJّ٩$# y٧uZ÷èخƒ$t٧مƒ... ﴾ [الممتحنة: ١٢].... ٤٥٦ - ٤٥٧
o سورة المدثر:... ٤٥٨
تفسير قوله تعالى: ﴿ $pkڑ‰r'¯"tƒ مچدoO£‰كJّ٩$# اتب ﴾ [المدثر: ١].... ٤٥٩ - ٤٦٣
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟$tB؟َOن٣x٦n=y™؟'خû؟uچs)y™؟؟؟ ﴾ ؟[المدثر: ٤٢- ٤٨].... ٤٦٤ - ٤٦٦
o سورة القيامة:... ٤٦٧
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟×nqم_مr؟٧‹ح´tBِqtƒ؟îouژإر$¯R؟؟؟ ﴾ ؟[القيامة: ٢٢ - ٢٣].... ٤٦٨ - ٤٧١
o سورة الفلق:... ٤٧٢
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟ِ@è%؟èŒqممr&؟ةb>uچخ/؟ب،n=xےّ٩$#؟اتب؟ ﴾ ؟[الفلق: ١].... ٤٧٣ - ٤٧٧
الخاتمة.... ٤٧٨ - ٤٨١
الملاحق.... ٤٨٢ - ٤٨٣
رسم بياني يوضح طرق الرواية التفسيرية عن جابر - رضي الله عنه -، وإسناد كل أثر ودرجته.... ٤٨٣
ثبت المصادر والمراجع.... ٤٨٤ - ٥٢٧
الفهارس:... ٥٢٨ - ٦٠٨
فهرس الآيات القرآنية.... ٥٢٩ - ٥٣٦
فهرس الأحاديث النبوية.... ٥٣٧ - ٥٤٢
فهرس الآثار.... ٥٤٣ - ٥٦١
فهرس الأبيات الشعرية.... ٥٦٢ - ٥٦٣
فهرس الأعلام المترجم لهم.... ٥٦٤ - ٥٨٥
فهرس الوقائع والغزوات.... ٥٨٦ - ٥٨٧
فهرس الألفاظ الغريبة والمصطلحات.... ٥٨٨ - ٥٩٣
فهرس الأماكن والمواضع المعرف بها.... ٥٩٤ - ٥٩٦
فهرس القبائل.... ٥٩٧ - ٥٩٨
فهرس الفرق والأمم.... ٥٩٩ - ٦٠٠
فهرس الموضوعات.... ٦٠١ - ٦٠٨


Icon