وكذلك من نصب الخلاف فيما لا فائدة تحته، أو حكى أقوالاً متعددة لفظاً ويرجع حاصلها إلى قول أو قولين معنى ؛ فقد ضيع الزمان، وتكثّر بما ليس بصحيح، فهو كلابس ثوبي زور(١). والله الموفق للصواب.)(٢)
وقد حرصت في بحثي هذا أن أسلك هذه الطريقة في دراسة مسائل الخلاف.
الوجه الثالث : دراسة مواضع الخلاف في التفسير، وبيان الصحيح من الأقوال وتحديد الراجح منها هو السبيل الأمثل لتنقية كتب التفسير من رديء الأقاويل، وضعيف الروايات، وشواذ المسائل. وهذه التنقية من أهم ما ينبغي أن يعتني به أهل العلم المتخصصون ؛ حتى يقوموا بواجب النصح للمسلمين، بتعليمهم معاني كلام الله - عز وجل - على الوجه الأكمل.
كما أن اختيار القول الأقوى معنى، والأفصح لفظاً، والأكثر دلالة على المقصود من الأقوال المقبولة في تفسير الآيات يفيد في حمل كلام الله - عز وجل - على أكمل الوجوه.
ومما للاختيار أهمية كبيرة فيه : تصنيف التفاسير المختصرة التي تدعو الحاجة والمصلحة إلى الاقتصار فيها على قول واحد ؛ فلا شك أن معرفة مراتب الأقوال تفيد في هذا الباب كثيراً ؛ لأنها تعين المصنف على اختيار أفضل الأقوال في تفسيره.
(٢) مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية ص٨٩-٩٠.