فقد قرأ العربية على ابن أبي الفتح البعلبكي، والمجد التونسي.
وأخذ الحساب والفرائض عن والده ؛ فقد كانت له اليد الطولى في هذين العلمين.
وأخذ الحديث عن الشهاب النابلسي العابر، والقاضي تقي الدين سليمان، وأبي بكر بن عبد الدائم، وإسماعيل بن مكتوم، وفاطمة بنت جوهر، والحافظ المزي، ومن في طبقتهم.
وقرأ الفقه على المجد الحراني، وابن تيمية.
وقرأ أصول الدين على الصفي الهندي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وهو أبرز شيوخه، وأكثرهم تأثيراً عليه ؛ فقد نهج نهجه، وأخذ منه معظم علمه، ولازمه منذ أن قدم من الديار المصرية سنة ٧١٢ هـ إلى أن مات سنة ٧٢٨ هـ.
ولما أتم تحصيله على كبار شيوخ عصره مباشرة، وأصبحت لديه ملكة علمية يقدر معها على الفهم الصحيح، وتمييز وترجيح الأصح أخذ يدرس على من سلف من أهل علم كل فن بواسطة القراءة والاطلاع على كتب السلف، ومن بعدهم من العلماء ؛ فقد كان -رحمه الله - دؤوبا على المطالعة، صبوراًً، مغرماً بجمع الكتب، شديد الحفظ لما يقرأ.
قال عنه الحافظ ابن حجر (١) :( وكان مُغرىً بجمع الكتب، فحصل منها ما لا يحصى، حتى كان أولاده يبيعون منها بعد موته دهراً طويلاً، سوى ما اصطفوه لأنفسهم ) (٢).

(١) هو : أحمد بن عليّ بن محمد الكناني العسقلاني، أبو الفضل، شهاب الدين، من أئمة العلم والتاريخ، وأمير المؤمنين في الحديث، علت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره، قال السخاوي : انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر، تصانيفه كثيرة جداً، وهي مشهورة متداولة بين أهل العلم، أشهرها وأهمها كتابه "فتح الباري شرح صحيح البخاري"، ولد سنة ٧٧٣ هـ، ومات سنة ٨٥٢ هـ. انظر : الأعلام للزركلي ١/١٧٨، ١٧٩.
(٢) الدرر الكامنة ٤/ ٢٢.


الصفحة التالية
Icon