وهذا القسمان : الثاني والثالث، هما صلبا الدراسة في هذه البحث.
القسم الرابع : أن يذكر أمثلة من الأقوال الباطلة أو الشاذة التي تخالف أصلاً من أصول التفسير المهمة التي قررها ؛ فهو يذكر هذه الأقوال باختصار، ليبين بطلانها وضعفها، ولا يتعرض لذكر الأقوال الأخرى في تفسير الآيات التي وردت تلك الأقوال في تفسيرها.
ولهذا القسم أمثلة كثيرة في كتابه الصواعق المرسلة - مع مختصره -.(١)
وهذا القسم غير داخل في هذه الدراسة لأمرين :
الأمر الأول : أن هذه الأقوال التي مثّل بها ظاهرة البطلان ؛ فلا حاجة لدراستها.
الأمر الثاني : أنها في الحقيقة ليست من التفسير في شيء، بل هي من التحريف المذموم والتأويل الباطل. وابن القيم إنما أورد أكثر هذه الأمثلة عند حديثه عن أقسام التأويل الباطل، وقد ختم الحديث عن تلك الأقسام بقوله :( والمقصود أن التأويل يتجاذبه أصلان : التفسير والتحريف. فتأويل التفسير حق، وتأويل التحريف هو الباطل...
فالتأويل الباطل : هو إلحاد وتحريف، وإن سمّاه أصحابه تحقيقاً وعرفاناً وتأويلاً.)(٢)
وسيأتي ذكر بعض هذه الأمثلة عند ذكر قواعد الترجيح عن ابن القيم، في الفصل الثالث من فصول هذا القسم.
وبقيت أقسام أخرى غير الأقسام السابقة ليس لها أمثلة كثيرة، وهي :
القسم الخامس : أن يذكر الأقوال من غير ترجيح ولا اختيار.(٣)
القسم السادس : أن يذكر أقوالاً في تفسير الآية، ويحكم على بعضها، ولكن لا يتبين موقفه بوضوح. (٤)

(١) انظر الصواعق المرسلة ١/١٨٧-٢١٩، ٢/٦٨٦-٧٠٨، ومختصر الصواعق المرسلة ٣/٨٥٦-١١٠٠.
(٢) الصواعق ١/٢١٧.
(٣) انظر بعض أمثلة هذا القسم في بدائع التفسير ١/٣٨٥، ٢/١٨٣-١٨٤.
(٤) انظر أمثلة هذا القسم في بدائع التفسير ١/٤٣٤، ٤٤٢، ٢/١٧٢.


الصفحة التالية
Icon