وهذه القاعدة تدل على أهمية معرفة أغراض الآيات والسور، ومقاصدها، وهو علم جليل ينبغي لمن يفسر كلام الله - عز وجل - أن يعتني به، ويقدره حق قدره لينتفع بالقرآن، ويحسن تدبره.
وهنا أمران يحسن التنبيه عليهما (١):
الأمر الأول : تحديد المقصود من الآية قد يختلف من مفسر لآخر.
الأمر الثاني : ينبغي ألا يجزم أحدٌ جزماً قاطعاً بأن مقصود الآية هو شيء معين، إلا إذا كان معه حجة بيّنة ؛ لأن هذا مما لا يعرف إلا من جهة المتكلم جل وعلا.
القاعدة السادسة : حمل الآية على القول الأقرب إلى البلاغة والفصاحة أولى، أو : القول الأفصح لفظاً، والأبلغ معنىً أولى بالتقديم :
لا شك أن كلام الله جلّ ثناؤه أفصح الكلام وأبلغه ؛ فتفسيره بالأفصح الأبلغ من كلام العرب الذين نزل بلغتهم أولى من تفسيره بما هو أقل فصاحة وبلاغة.
وقد حكم ابن القيم على أحد الأقوال بأنه :( أحسن وأقرب إلى الفصاحة والبلاغة.)(٢)، وقال في تقريره لأحد الأقوال :( وهذا من أبلغ الكلام وأفصحه وأوجزه.)(٣)، وقال: (... فالقولان متلازمان، بل هما واحد، وإن كان التقدير الثاني أقرب إلى اللفظ، وأبلغ في المعنى.)(٤)
الفصل الثالث : منهج ابن القيم في الترجيح في التفسير :
وفيه مبحثان :
المبحث الأول : صيغ الترجيح وأساليبه عند ابن القيم :
وفيه مطلبان :
المطلب الأول : صيغ الترجيح عند ابن القيم :
صيغ الترجيح يراد بها هنا : الصيغ والعبارات التي استعملها ابن القيم في ترجيح أحد الأقوال واعتماده، أو في تضعيف بعض الأقوال وردها.
وهذا سرد لأشهر هذه الصيغ والعبارات التي وردت في ترجيحاته :

(١) انظر التنبيهات على المسألة السابعة والخمسين ص٥١١.
(٢) انظر المسألة الثالثة والتسعين ص٧٦١.
(٣) انظر المسألة السابعة والثمانين ص٧٢٢.
(٤) انظر المسألة السادسة عشر ص٢٣٢.


الصفحة التالية
Icon